“آركو” تدرب 365 من منسوبي ومتطوعي جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر العربية على الدبلوماسية الإنسانية

“آركو” تدرب 365 من منسوبي ومتطوعي جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر العربية على الدبلوماسية الإنسانية

د. التويجري: الدبلوماسية الإنسانية أداة سلام لنشر المحبة ورفع المعاناة الإنسانية
بامخرمة: الدبلوماسية الإنسانية حجر أساسي في العمل الدبلوماسي قبل ” الإنساني”
الهزاع: تعزز التقريب بين واقع العلاقات الدولية وقواعد القانون عند الدول
رهاف : دور فاعل للدبلوماسية الإنسانية في إدارة النزاعات الدولية وتعزيز الأمن والسلم

وصف أمين عام المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر “آركو” الدكتور صالح بن حمد التويجري؛ الدبلوماسية الإنسانية بأنها “أداة من أدوات السلام ونشر المحبة لرفع المعاناة وتصفية الأجواء السياسة وتهدئة النفوس التي تحدث نتيجة الاختلافات السياسية”؛ مؤكداً على أهمية الدبلوماسية الإنسانية وكيفية التركيز عليها لتصفية الأجواء المحتدمة؛ موضحاً أنه لا يرضى لأي شعب المعاناة بجميع أشكالها.
وتحدث “د. التويجري” أثناء افتتاح دورة تدريبية أطلقها مركز التدريب والاستشارات في الأمانة العامة للمنظمة خلال يومي 15 و16 ديسمبر 2020 بعنوان” الدبلوماسية الإنسانية” عن الاضطرابات السياسية والمسلحة والمعاناة الإنسانية التي تشهدها الأوطان العربية من حيث اللجوء والنزوح والفقر والأمية والبطالة وغيرها من الاحتياجات الانسانية؛ وقال لابد من وجود وسيلة لنشر السلام والمحبة والألفة وانهاء الخلافات لإنهاء معاناة الإنسان؛ مضيفاً هناك جهود تبذل من الدول المانحة إما عن طريق المنظمة العربية أو عن طريق الهلال الأحمر والصليب الأحمر العربي أو غيرها من الجهات تجد دعماً من الدول العربية لمحاولة رفع المعاناة الإنسانية عن المواطن العربي أينما كان؛ مضيفاً لا علاقة لنا بالسياسة بكل أفرعها ؛ وتهمنا الإنسانية ومحاولة رفع المعاناة عن الإنسان العربي في جميع الأقطاب العربية؛ واثنى الأمين العام على السفير ضياء بامخرمة وعلى نشاطاته المتعددة في المجالات الدبلوماسية والإنسانية والسياسية والاجتماعية.

من جهته قال عميد السلك الدبلوماسي السفير الجيبوتي لدى المملكة الدكتور ضياء الدين بامخرمة: إن الدبلوماسية في زمننا قد تبدلت وتغيرت مع تغير معطيات الحياة وتغير أساليب التواصل المجتمعي؛ وهي حجر أساسي في العمل الدبلوماسي قبل العمل الإنساني وان كلاهما يكملان بعضهما البعض؛ مضيفاً أن جائحة كورونا غيرت الدنيا وعطلت الحياة وجعلت على العالم والكرة الأرضية متداخلة ومتقاطعة ومن الصعب فصلها عن بعض.
وقال: عند التحدث عن الواقع الإنساني أو الحياة الإنسانية لابد للدول أو المنظمات أن تتعاطى مع القوانين الدولية والإنسانية؛ وأكد أن العمل الدبلوماسي يستند على العديد من المعاهدات والاتفاقات وإدارة العلاقات وطرق المفاوضات لتسوية العلاقات وإدارتها للدولة.
وأستطرد قائلاً لقد تطورت العلاقات الدبلوماسية وأصبحت مساراً ثانياً يشمل العديد من الأشكال غير التقليدية منها الدبلوماسية الإنسانية وهي تعني ببناء وإبقاء العلاقات الإنسانية؛ فيما تظل
القوى الناعمة ذات تأثير كبير على أوساط اجتماعية وسياسية مختلفة.
وأوضح أن الدبلوماسية العامة أصبحت ركيزة أساسية في عمل العلاقات سواء كانت ثنائية أو متعددة الأطراف؛ وأصبحت لها مساحة أكبر في التعاطي والتعامل من خلال التواصل الاجتماعي؛ وقال : إن من أبرز وظائف الدبلوماسية الإنسانية مناصرة المستضعفين والمحتاجين والوقوف إلى جانبهم والعمل من أجل الأشخاص المتأثرين في النزاعات؛ مشيراً إلى أن الدبلوماسية الإنسانية جمعت أصحاب الأيادي البيضاء الفاعلين في المجال الإنساني بهدف تعزيز الالتزام لرفع المعاناة؛ وثمّن دور المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر ومنظمات أخرى في تعزيز العلاقات الإنسانية بين المجتمعات؛ مؤكداً أن الدول ومراكز القرار لها تأثيراتها الإيجابية في تقليل الصعاب أمام المنظمات الإنسانية سواء كانت وطنية أم دولية.
وقال إن قيادة المملكة العربية السعودية رائدة في العمل الدبلوماسي والإنساني؛ ودعمها غير المحدود لكل البلدان المنكوبة والموبؤة بجائحة كورونا؛ وتمكنت من محاربة فايروس كورونا المستجد بما اتخذته من قرارات إنسانية وما تقدمه من علاج مجانا لكل فئات المجتمع سواء مقيمين أو مواطنين أو مخالفين لأنظمة الإقام ولها حضورها الإنساني ميدانيا في كل أقطاب الأرض؛ وفي ختام كلمته قدم السفير بامخرمة بعض المقترحات لتعزيز الدبلوماسية الإنسانية كالتكاتف وتقديم مزيد من الضمانات للعمل الإنساني وغيرها من المقترحات التي لها علاقة بتوطيد الإنسانية بكل أنواعها.

من جانبه أوضح مستشار أمين عام المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر الدكتور عبد الله الهزاع؛ أن الدبلوماسية الإنسانية هدفها الأساسي هو الأمن الإنساني وأن الإنسان يحتاج الأمان في كل حياته؛ مشيراً إلى أن الدبلوماسية الإنسانية التي برزت ثقافتها بعد إنتهاء الحرب في تحقيق التعايش تسعى إلى عالم له وجه إنساني خالي من الأخطاء؛ وتعمل على التقريب بين واقع العلاقات الدولية وبين قواعد القانون عند الدولي.
وتحدث عن وجود ضرورات خمس منها التحرر من الخوف والتحرر من الحاجة؛ وقال: إن الدين الإسلامي هو المصدر الأول للقانون الدولي الإنساني؛ مضيفاً أن القوة لابد لها من جيش ويكمن جيش القوة في الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر بالكلمة الطيبة وهي الأساس في الدبلوماسية الإنسانية ثم مساعدة المحتاجين والسعي للإصلاح والحوار مع أصحاب القرار السياسي والاقتصادي؛ وغير ذلك من هذه القرارات التي تراعي المصالح الإنسانية واللجوء إلى خيار السلم بدلا من خيار الصراع والحرب.

 

وأكدت الأستاذة رهاف السهلي أن للدبلوماسية الإنسانية دور فاعل في إدارة النزاعات الدولية ؛ وتحدثت عن السياسة الخاصة للدبلوماسية الإنسانية لتزويد الجمعيات الوطنية والاتحاد الدولي بإطار عمل أكثر فعالية للنهوض بأهدافها الأساسية؛ وقالت: إن مفهوم الدبلوماسية يعني مجموعة القوانين والأعراف الدولية والإجراءات والمراسم والشكليات التي تهتم بتنظيم العلاقات بين أشخاص القانون الدولي؛ أي الدول والمنظمات الدولية والممثلين الدبلوماسيين ؛ وتقتضي بيان حقوقهم وواجباتهم وامتيازاتهم وشروط ممارستهم للمهام الرسمية؛ والأصول التي يترتب عليهم اتباعها لتطبيق أحكام القانون الدولي ومبادئه؛ وعرفت مفهوم الدبلوماسية الإنسانية بأنه الأنشطة التي تقوم بها المنظمات الإنسانية للحصول على قدر من السلطات السياسية والعسكرية التي تعمل ضمنها بنزاهة؛ وتشمل هذه الأنشطة جهوداً مثل الترتيب لحضور المنظمات الإنسانية في بلد معين؛ والتفاوش بشأن الوصول إلى السكان المدنيين الذين يحتاجون إلى المساعدة والحماية ؛ ورصد برامج المساعدة وتعزيز احترام القانون والقواعد الدولية؛ ودعم الأفراد ومؤسسات الشعوب الأصلية ؛ والمشاركة في الدعوة إلى دعم الأهداف الإنسانية على كافة المستويات؛ وقالت تعرف الدبلوماسية الإنسانية للجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر بأربع سمات محددة هي : تتكون من علاقات مع مجموعة واسعة من الاتصالات بما في ذلك الجهات الفاعلة غير الحكومية؛ غايتها المجال الإنساني وهدفها تعزيز الأمن والسلم ولا تسعى لتحقيق الربح؛ وهي مستقلة عن الدبلوماسية الإنسانية للدولة؛ وغالباً ما تتخذ شكل سلسلة من العروض التي تتطلب تعبئة شبكة من النفوذ اعتماداً على الأحداث؛ وتحترم الدبلوماسية الإنسانية القوانين والأعراف الدولية ولا تحيد عنها وتعمل تحت مظلة القانون الدولي الإنساني ومن مبادئها النزاهة والحياد والاستقلال.
وفي اليوم الثاني من اشغال الدورة التدريبية قدم الاستاذ احمد محارم الصفحي والباحث التابع للأمم المتحدة في نيويورك مداخلة حول ” دور الدبلوماسية الوقائية في مواجهة النزاعات” والجهات الفعالة في هذا الشأن كالمكاتب الاقليمية ،والبعثات السياسية المقيمة، والجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الامن ولجنة بناء السلام .
يذكر أن الدورة ؛ أطلقها مركز التدريب و الاستشارات وقدمتها المدربة الأستاذة رهاف سعد السهلي المشرف على مركز المعلومات و الدراسات و التوثيق في الأمانة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر “آركو” تم خلالها تدريب 365 متدرباً من منسوبي ومتطوعي 16 جمعية وطنية عربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر .
من جهته أوضح المشرف على مركز الإستشارات والتدريب في الأمانة العامة للمنظمة أستاذ محسن القيسي أن دورة “الدبلوماسية الإنسانية” تأتي ضمن البرامج التي يطلقها المركز لتنمية قدرات منسوبي ومتطوعي هيئات وجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر العربية.. مشيرا إلى أن هذه الدورة شهدت تفاعلا كبيرا من المشاركين فيها واستفادوا منها كثيرا في تنمية مهاراتهم في مجال الدبلوماسية الإنسانية.

Leave a Comment

Your email address will not be published.