د. التويجري: اليوم العالمي للتضامن الإنساني لمواجهة الفقر وتخفيف المعاناة الإنسانية

د. التويجري: اليوم العالمي للتضامن الإنساني لمواجهة الفقر وتخفيف المعاناة الإنسانية

اعتبر الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر “آركو” الدكتور صالح بن حمد التويجري ” اليوم الدولي للتضامن الإنسانيفي العشرين من ديسمبر 2020 سانحة عظيمة لتفعيل الحراك العالمي لإستنهاض الهمم لتخفيف المعاناة الإنسانية للمتضررين من الأزمات والصراعات المسلحة ، وتخفيف معاناة البشر في مناطق الكوارث؛ ودعم جهود المنظمات والهيئات العاملة في المجال الإنساني في الاهتمام بشؤون حقوق الإنسان وتأمين متطلباته المعيشية ،وزيادة دخله، لافتاً إلى أن الإحتفال بهذا اليوم يأتي لتعزيز التضامن الإنساني من أجل مواجهة التحديات التي تواجهها البشرية في كثير من مناطق العالم؛ وتخفيف العبء وضغوط الحياة على الإنسان؛ وسد الثغرات المعيقة لتحقيق التنمية المستدامة؛ ورفع الوعي بأهمية تعزيز الجهود المبذولة لتحقيق الأهداف التنموية بما في ذلك مكافحة حالات الفقر والقضاء عليه من خلال تشجيع إطلاق مبادرات جديدة لاجتثاثه من جذوره؛ وتذكير الجهات المعنية بضرورة احترام التزاماتها في الاتفاقيات الدولية، ودعم التعاون الدولي لحل المشكلات الدولية ذات الطابع الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي أو الإنساني.

وأوضح د. التويجري أن اليوم الدولي للتضامن الإنساني هو يوم للاحتفاء بالوحدة العالمية في إطار التنوع؛ ورفع مستوى الوعي بأهمية التضامن في تعزيز التعاون بين الدول والأفراد والجماعات في مجال دعم التعليم؛ وإرساء ثقافة التطوع؛ وتعزيز التواصل الاجتماعي بالاتفاق على نبذ التفكك الأسري؛ والحفاظ على صلة الرحم وحقوق الجار ؛ وتفعيل دور المرأة في المجتمع عن طريق عملها داخل المنزل واستثمار قدرات مؤسسات المجتمع المدني لرفع مستوى حياة المجتمعات المحلية؛ ورعاية المبدعين والموهوبين كونهم رواد المجتمعات وقادة مستقبلها؛ وقد شجّع الإسلام التّضامنَ بين أفراد المجتمع؛ لأنه أساسُ كلِّ نجاحٍ وتقدُّمٍ؛ فكلمتهم لن تتوحّد، ومصالحهم الدنيويّة لن تتمّ وتترتّب، وعدوُّهم لن يخشى بأسهم، إلّا بالتّضامن الذي أوجبه الإسلام، وجعله من أهمّ الواجبات التي يجب فعلها لتحقيق صلاح المجتمع؛ فالمسلمون مثل البنيان المرصوص والجسد والواحد إن هُم تعاونوا وقد وضّح الله عزّ وجلّ أهميّة التّعاون في قوله: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) وظهرَت مفاهيم التّضامن والتّعاون وتشاركيّة صنع القرار جليّةً في المُجتمع الإسلاميّ، وذلك عن طريق تطبيق مبدأ الشّورى الرّاسخ في عقول المسلمين وأفعالهم.

ولفت “التويجري” إلى أن المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر لا تتوانى في توسيع آفاق التعاون مع المنظمات والهيئات العاملة في المجال الإنساني لدعم التضامن من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتأمين متطلبات الاحتياجات الشاملة للاجئين والنازحين وغيرهم من ضحايا الأزمات الإنسانية.

يُذكر أن الأمم المتحدة عرفت التضامن الإنساني بأنه أحد القيم الأساسية للعلاقات الدولية في القرن الحادي والعشرين، واهتمت به منذ إنشائها عام 1945، وجمعت شعوب العالم وأممه على تعزيز السلام وحقوق الإنسان ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتأسست على فرضية أساسية للوحدة والانسجام بين أعضائها من خلال مفهوم الأمن الجماعي الذي يستند إلى التضامن بين أعضائها والاتحاد لصون السلم والأمن الدوليين، ولم تكتف المنظمة الدولية بإدراج التضامن في ميثاقها بل اتخذت مبادرات لتعزيز التضامن الإنساني فأنشأت في فبراير 2003 الصندوق الدولي للتضامن الإنساني بهدف القضاء على الفقر، وتعزيز التنمية البشرية والاجتماعية في البلدان النامية، لا سيما بين القطاعات الأكثر فقراً من سكانها؛ وأعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 20 ديسمبر من كل عام موعداً للاحتفال باليوم الدولي للتضامن الإنساني من أجل تعزيز ثقافة التضامن لمكافحة الفقر .

Leave a Comment

Your email address will not be published.