كلمة الأمين العام الدكتور صالح بن حمد التويجري أمام الهيئة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر في دورتها ال 45

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

معالي الشيخ، خالد بن عبد الله آل خليفة- رئيس هيئة الهلال الأحمر البحريني،

معالي الدكتور هلال الساير، رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر الكويتي، رئيس الدورة (44) للهيئة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، عضو اللجنة الدائمة للصليب الأحمر والهلال الأحمر، أصحاب المعالي والسعادة الزملاء الكرام رؤساء وأمناء هيئات وجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر أعضاء المنظمة،

  • سعادة السيد/ فرانسسكو روكا
  • سعادة السيد/ بيتر ماورير   

أصحاب السعادة رؤساء وفود الهيئات والمؤسسات المراقبين السيدات السادة المشاركون في هذا الاجتماع.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ,,,

يسعدني بإسم الأمانة العامة للمنظمة العربية أن أرحب بكم في هذا للقاء المبارك – بمشيئة الله – بعد  تأخر من إجتماعاتنا الدستورية , فرضتها ظروف خارجة عن إرادة الجميع حيث خيمت جائحة كورونا على نطاق واسع من العالم ,وشلت حركة التنقل , وكنا ننتظر رفع الإجراءات الإحترازية للحد من إنتشار المرض , أملا في أن يكون اللقاء مباشرا في قاعة واحدة  , لكن شاءت إرادة الله أن تستمر التحفظات الوقائية .

الزملاء والزميلات الأفاضل : قبل أن أدخل إلى التقرير المرحلي للأمانة العامة للمنظمة , يسرني وبإسمكم الترحيب بسعادة الدكتور/ جلال العويسي رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي ’ الذي تسلم مؤخرا رئاسة الهيئة , ونبارك له هذه الثقة الكبيرة , وهو طبيب متخصص وشخصية متمرسة في مجال خدمات الطواريء الطبية , وإضافة مميزة لأسرة المنظمة. نسأل الله له العون والتوفيق .

ايها الأخوة الكرام , عاش العالم وعشنا معه في حركتنا الإنسانية  ظروفا إستثنائية وغير إعتيادية مع ظهور إصابات بفايرس كورونا في نهاية عام 2019 , ثم إمتد بنا الحال إلى هذا ليوم ونحن الآن في النصف الأول من عام2021 , وخلال تلك المدة – ولا يزال الأمر كذلك – أإتخذت الدول عددا من الإجراءات الوقائية والإحترازية للحد من إنتشار المرض , وكان تقييد حركة التنقل بكل وسائلة من أوائل الإجراءات ,فتوقف معها الكثير من النشاطات، وأصبح السفر فيما بين الدول متعذرا , بل وفي فترات داخل الدولة نفسها تم إيقاف السفر فيما بين أقاليمها , وتم فرض الحجر الصحي في دول عديدة , وأصبح العمل يدار عن بعد , وبشكل محدود , وكذا التعليم . وتأثر الإقتصاد العالمي بشل كبير , حيث شلت حركة التجارة البينية فيما بين الدول , وصار من الصعوبة مرور شحنات المواد الغذائية والطبية , والإستهلاكية , وأصبحت إجراءات فحص ومعاينة البضائع مكلفة وطويلة  , ومع هذا الظرف الإستثنائي لجائحة كورونا , فإن دولا عدة من إقليمنا العربي تعاني من أزمات ونزاعات مسلحة , علاوة على الإصابات بفايرس كورونا , وكوارث طبيعية من حين لآخر مما جعل الوضع الإنساني يكون أكثر تعقيدا وإحتياجا للإستجابة القياسية , ودعم جمعياتنا الوطنية  بتلك الدول  في ظل شح الموارد بسبب التأثر الإقتصادي بجائحة كورونا والإجراءات الإحترازية المفروضة على الحياة العامة . والأمانة العامة للمنظمة وهي تعايش هذا الوضع المؤلم مع أعضائها من الجمعيات في الدول التي تعاني من الأزمات , فإن الآمانة العامة تشعر بحجم المأساة والحاجة إلى مساندة تلك الجمعيات,ماديا ومعنويا ’ إلا أن مساهمتها المادية كانت محدودة , كما تعذررت زيارة تلك الجمعيات كأحد متطلبات الدعم الميداني والمعنوي بسبب توقف رحلات الطيران .

أصحاب المعالي والسعادة : مع هذه الظروف الإستثنائية الصعبة , فقد عملت الأمانة العامة للمنظمة على إعادة بناء وتعزيز هيكلتها الإدارية لتحقق إستجابة أكبر مع المتغيرات التي يشهدها العالم في تطوير وسائل العمل وأساليبه , ودخول التقنية المعلوماتية وتقنية الإتصالات , وأصبحت إدارة العمل تتطلب الإنتقال من الأسلوب التقليدي إلى الإدارة الإلكترونية , فكان لزاما على الأمانة العامة للمنظمة السير في هذا الإتجاه , فأدخلت على هيكلتها مراكز متخصصة تعتمد في إدارة  وأداء عملها على تقنية المعلومات والإتصالات,فأنشأنا المركز العربي للإستعداد للكوارث , والمركز العربي للقانون الدولي الإنساني ,ومركز الإستشارات والتدريب والتطوع , ومركز المعلومات والدراسات , وسيتم العرض لكم عنها من قبل الزملاء مسؤلي تلك المراكز ضمن هذا التقرير المرحلي للأمانة العامة للمنظمة .كما حرصت الأمانة العامة على خلق شراكات مع عدة جهات ذات صلة برسالة منظمتكم من خلال مذكرات تعاون كما هو موضح في البيان التالي , وقد تم العمل على تفعيل عدد منها وكان لها الأثر الواضح في تعزيز أداء العمل , وإبراز إسم المنظمة العربية على نطاق أوسع .

وإننا في الأمانة العامة للمنظمة ونحن نضع أمامكم هذه الخطوات التطورية لرفع كفاءة وأداء عمل الأمانة العام والذي يصب في خدمة أعضاء المنظمة كما سيتبين لكم عند إستعراض المراكز المتخصصة لأنشطتها , فإننا نتطلع إلى دعم ومؤازرة الهيئات والجمعيات الوطنية الأعضاء , بدأ من الإلتزام بسداد الإشتراكات الدستورية , والتي هي في حقيقتها فرض عين على الجميع , وتطلعا إلى مساهمات مالية طوعية من قبل الأعضاء المقتدرين – وهم كثر من فضل الله – , وقبل أن أعطي الحديث إلى الزملاء مسؤلي المراكز لإستكمال التقرير المرحلي , لا يفوتني أن أكرر الشكر الجزيل إلى دولة المقر – المملكة العربية السعودية – على دعمها السخي والمتواصل للأمانة العامة , والشكر موصول لهيئة الهلال الأحمر السعودي التي تساند هذا الفضل من دولة المقر , ومساندتها المباشرة للأمانة العامة بشكل مستمر، وبصورة خاصة حين تعرضت الأمانة العامة إلى وضع مالي حرج في العام 2019 . كما أسدي الشكر إلى جمعية الهلال الأحمر الكويتي على مساندته القوية للأمانة العامة لتتجاوز أزمتها المالية عام 2019 , ولمساهماتها الإنسانية التي قدمتها عبر الأمانة العامة للمنظمة إستجابة للنداءات التني أصدرتها لصالح الهلال الهلال الأحمر الفلسطيني , ولصالح الهلال الأحمر السوري .ومساهماتها المباشرة مع شقيقاتها من الجمعيات المانحه .

أصحاب المعالي والسعادة : عدد من منتسبي ومتطوعي الهلال الأحمر والصليب الأحمر أصيبوا بفايرس كورونا أوأصيبوا في كوارث أخرى , وعدد آخر قضوا في تلك الأحداث وهم يقدمون خدماتهم الإنسانية , يحملون أرواحهم على أكفهم لإسعاف وإنقاذ ضحايا الكوارث , مدركون بأنهم في مواقع الخطر,وأكثر عرضة للإصابة , إلا أن إنسانيتهم وتفانيهم في أداء مهمتهم جعلتهم يباشرون العمل بكل إخلاص وشجاعة, ولا نملك في هذه اللحظة إلا أن نعبر عن خالص الشكر والتقدير لهم ,وأن نحمد الله العلي القدير أن كتب الشفاء للمصابين , وأن يتغمد من قضوا بواسع رحمته , وأن نقدم العزاء لأسرهم . ونسأل الله أن يرفع وباء كورونا عن البلاد وعن العباد , وأن يعود الأمن والإستقرار للعالم ويعود إلى سابق عهده ليمارس حياته وأنشطته , وكنا متطلعين إلى عقد الهيئة العامة ( 45 ) للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر في البحرين طبقا لما قررته الدوره (44 ) في إجتماعها في الكويت بإستضافة كريمة من الهلال الأحمر الكويتي – أبريل 2019 ,  غير أن أرادة الله شاءت أن تنعقد الهيئة العامة 45 عن بعد، مكررين الشكر للهلال الأحمر الكويتي على إستضافته للدورة السابقة،  والشكر للهلال البحريني على دعوته لاستضافة الدورة الحالية وختامًا أتمنى للجميع أطيب الأوقات وأسعدها، أملاً في أن نخرج من اجتماعنا هذا بنتائج لخدمة الإنسانية .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.