اختتم الهلال الأحمر القطري مشروع دعم المشاريع المدرة للدخل لصالح الأسر اليمينة اللاجئة في الصومال، والذي نفذه مكتبه التمثيلي في الصومال على مدار 6 أشهر، بميزانية إجمالية قدرها 55,570 دولاراً أمريكياً (أي ما يعادل 202,552 ريالاً قطرياً).
يستفيد من هذا المشروع 20 أسرة فقيرة تضم 140 شخصاً، بالإضافة إلى 35 مستفيداً غير مباشر، من الأسر اليمنية اللاجئة في المخيمات والأسر اليمنية الفقيرة داخل مقديشو والمدن الأخرى بإقليم بنادر العاصمة. وشملت النتائج المتحققة إقامة مشاريع إنتاجية لصالح 20 أسرة، بتأهيل 10 محال تجارية وإيجار 10 محال أخرى لمدة 3 أشهر، مع تدريب الأسر على الإدارة المثلى لهذه المشاريع التجارية الصغيرة، وتوريد السلع والمواد الاستهلاكية.
وقد تضمنت آلية تنفيذ المشروع دراسة الأوضاع الاقتصادية لليمنيين في مناطق اللجوء وتحديد احتياجاتهم الأساسية. وبناءً على نتائج المسح الميداني، تم اختيار 20 أسرة يمنية لإقامة مشاريع تساعدهم على التكسب بحسب خبرات ومهارات كل أسرة. بعد ذلك تم تأهيل 10 محال قائمة بالفعل وتعمل فيها نصف الأسر المستفيدة، فيما تم استئجار محال تجارية للأسر التي ليس لديها محل.
ولمساعدة هذه الأسر على بدء تشغيل المشاريع، قام الهلال الأحمر القطري بشراء المستلزمات والتجهيزات والسلع الغذائية وتوريدها إلى المحال المقامة، بالإضافة إلى عقد دورة تدريبية لرفع مستوى مهارات المستفيدين في إدارة مشاريعهم التجارية الصغيرة. واستمر فريق عمل المشروع في متابعة الأسر للتأكد من تحسن عمليات إدارة المشاريع وتقييم العائد منها طوال 6 أشهر هي مدة المشروع.
ولم يخل هذا المشروع الإغاثي من بعض المشكلات والتحديات، والتي كان منها صعوبة الوصول إلى جميع أماكن تواجد اللاجئين اليمنيين، وضعف قدرة بعض المستفيدين على إدارة مشاريعهم التجارية، وتردي الوضع الأمني في المناطق التي تعيش فيها بعض الأسر اليمنية اللاجئة، والبالغ عددهم نحو 7,500 لاجئ يمني وفقاً لإحصائيات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وللتغلب على هذه التحديات، تم التنسيق مع الجهات المعنية في مقديشو لتسهيل الوصول إلى الأسر المستهدفة، وتوعيتهم بضرورة تلقي التدريب على المهن الحرفية، بالإضافة إلى زيادة عدد المستفيدين ضمن خطة المشروع للعام الجديد بإذن الله.
وقد كانت لهذا المشروع أهمية بالغة في توفير فرص العمل للاجئين اليمنيين الذين يعاون من شدة الفقر والعوز في الصومال، وغالبيتهم يعيشون حياة صعبة بسبب الأزمة الاقتصادية وندرة فرص العمل. ومن الأسر المستفيدة كانت أسرة السيدة أروى هادي علي، وهي مطلقة تبلغ من العمر 45 عاماً، حيث قالت: “كنت سعيدة جداً في اليمن، وأعيش حياتي بشكل طبيعي وسط عائلتي. لكن بسبب ظروف الحرب جئت إلى مقديشو مع أطفالي الخمسة. ليس لدينا أي دخل إلا بعض المساعدات من المحسنين الصوماليين والمنظمات الأجنبية، والتي لا تكفي لسد احتياجاتنا المعيشية. كنا نعاني مرارة الحياة القاسية، ونسكن في منزل ينقصه الكثير من المستلزمات الضرورية لعدم قدرتنا على شرائها”.
وأضافت: “لكن بحمد الله استلمت هذا المشروع، الذي يعتبر بوابة رزق فتحها الله لنا عن طريق الهلال الأحمر القطري. أعمل في المشروع بنفسي، بمساعدة أطفالي الصغار من وقت لآخر. إيراد المحل يكفينا ويزيد عن حاجتنا بفضل الله، فالشكر لكم أهل قطر، وشكر خاص للهلال الأحمر القطري الذي قدم وما زال يقدم الكثير للأسر اليمنية اللاجئة في الصومال”.
إن هذا المشروع يمثل شعاع الأمل للتخفيف من معاناة عدد كبير من الأسر اليمنية في المناطق المحيطة بالعاصمة مقديشو، والتي يفوق عددها 700 أسرة. ورغم مرور 5 أعوام على استقبال الصومال لآلاف اللاجئين اليمنيين، فإن الكثيرين منهم يواجهون صعوبة التأقلم مع الحياة الجديدة من الناحية المادية. ويعيش في مقديشو حوالي 3,500 لاجئ يمني في ظروف صعبة، والقليل منهم تمكنوا من فتح مشاريع تجارية صغيرة.