في الاحتفال بيومها العالمي، التويجري: لغة الضاد تعزّز أسس السلام والتواصل الإنساني الحضاري

“اللغة العربية والتواصل الحضاري” تحت هذا العنوان تحتفل دول العالم باليوم العالمي للغة العربية يوم 18 ديسمبر 2021 تأكيداً على دورها الريادي في إثراء الوجود الإنساني والارتقاء بالحوار بين الأمم والشعوب وإرساء أسس السلام ومدّ جسور التواصل بين الناس من خلال مجالات الثقافة والعلم والأدب؛ وإبراز دورها التاريخي كأداة لاستحداث المعارف وتناقلها؛ وأهميتها كحلقة وصل بين الثقافات.

وقال أمين عام المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر “آركو” الدكتور صالح بن حمد التويجري: إن الاحتفال باللغة العربية في يومها العالمي في الثامن عشر من ديسمبر 2021 يأتي مجسداً لنجاح الأمانة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر ومكوناتها من الهيئات والجمعيات الوطنية في الخامس من أكتوبر 2006 في الانتصار لها وإدخالها كلغة عاملة رسمية في الاجتماعات الدستورية للحركة الدولية للهلال الأحمر والصليب الأحمر طبقاً للقرار الصادر عن المؤتمر الثلاثين للصليب الأحمر والهلال الأحمر في جنيف، لتصبح الرابعة المعمول بها الى جانب اللغات الثلاث الإنجليزية والفرنسية والإسبانية.

وبيّن أن توسيع دائرة استخدام اللغة العربية في دول العالم يؤدي لدعم جسور التواصل بين الشعوب، وتفعيل التفاهم بين الثقافات العربية وغيرها، والتخفيف من حدة التعصب والعنصرية، وتعزيز الحوار بين الثقافات ما يؤدي لتعزيز الجهود الدولية في خدمة الأعمال الإنسانية.

وأوضح أن هذه التظاهرة التي تنسجم مع العقد الدولي للتقارب بين الثقافات (2013-2022، تؤكد على أهمية لغة الضاد كركن هام من أركان التنوع الثقافي للبشرية، خصوصاً أنها تثير الانتباه العالمي بأهميتها وإظهارها كلغة ذات تأريخ وحضارة، وإبراز مكانتها بين لغات البشر، وبث روح الفخر والاعتزاز بها، وإعلاء شأنها، وتطويرها والتوجه بها نحو “العالمية” من خلال تحسين تدريسها، ونشر الوعي بالتحديات الكبرى التي تحيط بها، وتمكين استخدامها في شتى المحافل الدولية، واستثمار الإمكانات المتاحة في خدمتها، وتحفيز مختلف المؤسسات العالمية للنظر إليها كلغة عالمية، خصوصاً أنها من أعمق وأغنى اللغات المتداولة بين البشر في هذا العالم، وهي من بين اللغات الأربع الأكثر استخداماً في الإنترنت، كتبت بها العديد من الأعمال الدينية والفكرية في العصور الوسطى، وهي لغة العلم والأدب والحضارة والسياسة، تكمن أهميتها في أنها تحقّق التواصل بين الأفراد، وتعزز صياغة الإنتاج العلمي والثقافي والإبداع الأدبي والفني.

وأستطرد أمين عام المنظمة العربية قائلاً: هذه التظاهرة تهدف لتعزيز الحراك من أجل التعريف بلغة الضاد لغة القرآن الكريم التي قال عنها أمير الشعراء أحمد شوقي أحد الأبيات البليغة في وصفها حين قال:

إن الذي ملأ اللغات محاسناً .. جعل الجمال وسره في الضاد

وقال الشاعر حافظ إبراهيم عنها:

وَسِعْتُ كِتَابَ الله لَفْظَاً وغَايَةً *** وَمَا ضِقْتُ عَنْ آيٍ بهِ وَعِظِاتِ

أنا البحرُ في أحشائِهِ الدرُّ كَامِنٌ *** فَهَلْ سَأَلُوا الغَوَّاصَ عَنْ صَدَفَاتي

يُذكر أن إدارة الأمم المتحدة للتواصل العالمي التي كانت تعرف سابقا باسم إدارة شؤون الإعلام قد أعلنت يوم 18 ديسمبر من كل عام للاحتفال باليوم العالمي للغة العربية؛ كونه تم في هذا اليوم ادخال اللغة العربية كلغة رسمية ضمن اللغات المعتمدة في الأمم المتحدة؛ وذلك بناء على قرار الجمعية العامة رقم3190(د-28) الصادر في الثامن عشر من ديسمبر لعام 1973 بهدف تعزيز الوعي باللغة العربية وتاريخها وتطورها، عبر إطلاق العديد من الفعاليات والأنشطة المتعلقة باللغة العربية، وذلك نظرًا لأهميتها كواحدة من أكثر اللغات المنتشرة في العالم، ويتحدث بها يوميًا ما يقرب من 422 مليون شخص على مستوى العالم.

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.