أمين عام آركو في يومهم العالمي، حماية المسنين بتأمين الرعاية وتعزيز الاستجابة الإنسانية لاحتياجاتهم

عدّ أمين عام المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر (آركو) الدكتور صالح بن حمد التويجري أن الاحتفال باليوم العالمي للتوعية بشأن إساءة معاملة المسنين يوم 15 يونيو 2021 فرصة للعالم لرفع صوته عالياً للمطالبة بوضع حد لإساءة معاملتهم وتعريضهم للمعاناة.
وقال “د. التويجري” : لا بد من مضاعفة الجهود لتوفير الرعاية الصحية الكاملة للمسنين كونهم أكثر فئة معرضة للإصابة بوباء كورونا؛ فقد كشفت منظمة الصحة العالمية أن الذين تزيد أعمارهم عن 80 عاماً هم أكثر عرضة للوفاة جراء “كوفيد ــ 19” بمعدل أعلى بـ 5 أضعاف من الفئات الأخرى؛ ووفق تقرير حديث للأمم المتحدة فإن 66 % من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن الـ 70 عاماً يعانون من حالة مرضية واحدة على الأقل؛ مما يضعهم في خطر متزايد للتأثير الشديد من العدوى أو الإصابة بالجائحة؛ فيما أظهرت دراسة حديثة أجرتها كلية لندن للاقتصاد وكلية لندن الجامعية نشرتها صحيفة “الغارديان” أن 75% من الوفيات المرتبطة بفيروس كورونا في مرافق رعاية المسنين على مستوى العالم تعود لأشخاص كبار في السن؛ ما يحتّم رفع مستوى الوعي باحتياجاتهم الصحية ودعمهم في التأهب لمواجهة الفيروس؛ وتأمين الرعاية الصحية لهم؛ والنظر إلى احتياجاتهم على أنها “مسألة حقوق” لا بد من رعايتها.
ولفت إلى أن هذا اليوم العالمي يعني مضاعفة الجهود من أجل التوصل إلى معايير موحدة لتحقيق الرعاية والحماية المثلى لهم؛ ونشر الوعي بالتدابير الاجتماعية والصحية والنفسية لهم؛ والتعرف على أهم الآليات المناسبة للتعامل مع أي أزمات إنسانية تواجههم من أجل حمايتهم؛ وإلقاء الضوء على المشكلات التي يتعرضون لها من إساءة وسوء معاملة من الناحية الاجتماعية والصحية خاصة في زمن الأوبئة والأزمات الصحية؛ وقال : انطلاقاً من تراثنا الإسلامي فإن رعايتهم واحترامهم تعد واجبة فقد قال الله تعالى؛ {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا . وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء:23-24] وفي حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال رسول الله ﷺ “ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا ” حديث صحيح رواه أبو داود والترمذي.
وأضاف أمين عام المنظمة أن رعايتهم مسؤولية مجتمعية تضامنية مشتركة بين أسرهم والقطاعات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص؛ والمطلوب دمج احتياجاتهم في الاستجابات الإنسانية؛ وتبادل تجارب الدول في رعايتهم؛ وإطلاق استراتيجيات معززة لحماية حقوقهم؛ وسن المزيد من التشريعات التي تضمن حقوقهم الشرعية؛ وتدريب المتخصصين والعاملين في مجال رعايتهم على كيفية توظيف المعايير المهنية الدولية للمساهمة بفاعلية في تأمين احتياجاتهم الإنسانية؛ وإطلاق مبادرات لتلبية جميع الخدمات المناسبة لاحتياجاتهم الاجتماعية والنفسية والجسدية؛ وتعزيز الشراكات الاستراتيجية بين اللجان الوطنية للمسنين والمؤسسات الحكومية والخاصة والمجتمعية من أجل ترسيخ مفهوم جديد لتقديم أفضل سبل الرعاية لهم.
وبيّن أن الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر اهتمت بكبار السن؛ وظهر ذلك من خلال عدد من القرارات التي أصدرتها خلال مؤتمراتها السابقة ومنها القرار 9 للمؤتمر العاشر في 1921؛ والقرار 8 للمؤتمر الحادي عشر في 1923؛ والقرار 12 للمؤتمر الثاني عشر في 1925؛ والقرار 24 للمؤتمر الرابع عشر في 1930؛ والقرار 9 للمؤتمر السادس عشر في 1938.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت يوم 15 يونيو من كل عام للاحتفال باليوم العالمي للتوعية بشأن إساءة معاملة المسنين؛ بهدف تكثيف جرعات التوعية بأهمية تأمين الرعاية لهم كونهم يمثلون شريحة هامة في المجتمع ولهم الحق في الحياة والتمتع بالصحة مثلهم مثل غيرهم.

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.