منظمة رائدة في تنسيق العمل الإنساني على المستوى الإقليمي والدولي.

تقود المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر “آركو” مسيرة مشرقة زاخرة بالعطاء الإنساني والأيادي البيضاء الممتدة من الخليج إلى المحيط، منطلقة بمبادراتها الإنسانية الخيّرة لتغيث لاجئاً وتسد رمق آخر من الجوع، وتضمد جراحات مصاب في الحرب، تقدم ومكوناتها من الجمعيات الوطنية للهلال الأحمر العمل الإنساني لمساعدة الإنسان وجلب السعادة له، إنها ثقافة العطاء بلا مقابل، تسعى لترسيخ أفضل معايير العمل الإنساني وتطوير الممارسات المثلى المعمول بها لتناسب الوضع الإنساني الراهن، وتحسين مستوى الآليات لتواكب المشهد الإنساني المتغيّر باستمرار، مسطرة بذلك صفحات من الدعم المتواصل لمحتاجيه بعدة مشاريع خيرية، وسيظل اسمها محفوراً في ذاكرة العمل الإنساني في المحيط العربي والإقليمي والدولي بمبادراتها الإنسانية الخيّرة وبعطائها الذي لا ينضب، وقد حرصت منذ إنشائها قبل 44 عاماً على أن تكون سباقة إلى العمل الخيري الإنساني وقيادة زمام المبادرات الخيّرة ، وتزداد كل يوم تألقاً في عطاء مستمر لا ينضب تقدمه الجمعيات الوطنية العربية للهلال الأحمر.

هذه هي المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، ولكون الإنسان هو جوهر عملها فإنها تتخذ من الإنسانية دافعاً، ومن خدمة الإنسان شرفا وسعادة؛ وهي تسعى دائماً لتفعل هذا الإرث الإنساني العظيم والعريق من خلال العديد من البرامج والفعاليات المشتركة، وتجسّد ذلك في الشعارات التي تتبناها، ومن ذلك ” العمل الإنساني.. صناعة ومهارة” أطلقته عنواناً لاجتماعها الأخير للدورة الـ 42 في تونس، “توطين العمل الإنساني.. إرادة وريادة” في الدورة 43 ببغداد، و”نتطلع معاً .. لنصنع البسمة” في الملتقى التطوعي الأول، وتواصل المنظمة جهودها نحو تحقيق رسالتها الإنسانية العالمية من أجل توحيد جهود جمعيات الهلال الأحمر الوطنية العربية، وتشجيع برامج التعاون الثنائية وتعزيزها بين هذه الجمعيات، وتحرص المنظمة على مواصلة العمل الإنساني لتنظيم وحدة الصف وتعزيز الجهد العربي والتواجد على المستوى الإقليمي والدولي.

يأتي اهتمام المنظمة بالعمل الإنساني لقناعتها بأنه لم يعد نشاطاً منفصلاً ومقتصراً على تلبية الحاجات الإنسانية الملحة والتعامل مع آثار الكوارث الطبيعية الإنسانية، بل توسعت مجالاته لتشمل قضايا حقوق الإنسان، وتقديم الخدمات الصحية والتعليمية، وخدمات التنمية الاقتصادية، من هذا المفهوم الشامل تنطلق المنظمة لإثراء العمل الإنساني، وتحرص في ذات الوقت على التنسيق مع  رؤساء أجهزة الدفاع المدني بالدول العربية وأمناء ورؤساء الجمعيات الوطنية لوضع الخطط الكفيلة بمواجهة الكوارث الطبيعية في المنطقة العربية، كون موقع بعض بلدانها يقع قريباً من خطوط الصدع القاري في القشرة الأرضية، مما يرشح احتمالات التعرض للزلازل والهزات الأرضية، وبعضها الآخر يقع في مناخ مداري يجعله عرضة للأمطار الموسمية التي تخلف أحياناً خسائر بشريةً وماديةً كبيرة، فيما تعاني الدول العربية الواقعة في مناطق صحراوية أو شبه صحراوية من تحديات كارثية تتعلق بالتصحر والجفاف والآفات الطبيعية كالجراد، ما يجعل أجهزة الدفاع المدني وجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر في المنطقة العربية أمام أزمات متجددة تحتاج إلى المزيد من التنسيق والتعاون والحممة لمواجهتها.