الهلال الأحمر القطري ينظم المعرض الإنساني المتنقل في الحي الثقافي كتارا

ينظم الهلال الأحمر القطري، بالتعاون مع السفارة السويسرية في دولة قطر واللجنة الدولية للصليب الأحمر، المعرض الإنساني المتنقل تحت عنوان “المبادئ الإنسانية: اليوم قبل الغد”، وذلك خلال الفترة من 18 نوفمبر حتى 6 ديسمبر 2021 في عدة مواقع بالدوحة، بدءاً من الحي الثقافي “كتارا” خلال الفترة 18-22 نوفمبر 2021، ثم الانتقال إلى ذي جيت مول خلال الفترة 23-26 نوفمبر 2021، وبعدها في جامعة حمد بن خليفة من 28 نوفمبر إلى 1 ديسمبر 2021، وأخيراً في مقر الهلال الأحمر القطري خلال الفترة 2-6 ديسمبر 2021.

يهدف المعرض إلى نشر ثقافة القانون الدولي الإنساني، وتوعية أفراد المجتمع بأهم القضايا المعاصرة في مجال العمل الإنساني، مثل التعليم أثناء النزاعات المسلحة، والقانون الدولي الإنساني والشريعة الإسلامية، والاحتباس الحراري والتغير المناخي، مع إقامة ورش عمل حول القانون الدولي الإنساني وعرض العديد من الإصدارات القانونية والإنسانية المختلفة.

وقد أقيم حفل افتتاح المعرض في المركز الشبابي للهوايات بالحي الثقافي “كتارا”، بحضور كلٍّ من سعادة السفير علي بن حسن الحمادي الأمين العام للهلال الأحمر القطري، وسعادة السيد إدغار ديريغ سفير سويسرا لدى الدولة، والسيدة شيرين بوليني ممثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر في دولة قطر، والدكتور فوزي أوصديق رئيس العلاقات الدولية والقانون الدولي الإنساني بالهلال الأحمر القطري.

وفي كلمته أثناء حفل الافتتاح، قال السيد علي الحمادي:

تتصدر الأزمات الإنسانية حول العالم عناوين الأخبار كل يوم، وغالباً ما ترتبط هذه المآسي بمشاعر محزنة ومفجعة. بينما نحن في الهلال الأحمر القطري كجمعية وطنية وشركاؤنا في الحركة الإنسانية الدولية، التي تضم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، نعمل تحت مظلة ووفقاً لمنظومة المبادئ الأساسية السبعة، المتجذرة في تاريخ عملنا في الحقل الإنساني، ألا وهي: الإنسانية – عدم التحيز – الحياد – الاستقلالية – الوحدة – الخدمة التطوعية – العالمية.

ونحن على قناعة بأن هذه المبادئ، في ظل عالم متغير، أصبحت الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى، نظراً لما نشهده من مآسٍ ومعاناة، وانتهاكات ودمار، وأزمات وكوارث في الأوقات الراهنة.

وحرصاً منا على تأكيد أهمية هذه المبادئ، وتحت شعار “اليوم قبل الغد”، فقد ارتأينا مع سفارة سويسرا، الراعية لاتفاقيات جنيف الأربعة وبروتوكولاتها الإضافية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، الضامنة لتعزيز ونشر القانون الدولي الإنساني، أن نتعاون وننسق على نهج إعلاء المبادئ الإنسانية. وبدعم مشكور من شركائنا المحليين المؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا”، وذا جيت مول، وجامعة حمد بن خليفة، أن نقيم معرضاً متنقلاً، بدءاً من اليوم وحتى تاريخ 6 ديسمبر 2021، في رحاب دوحة الخير، بهدف إبراز المبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني والقيم الإنسانية المشتركة.

وانطلاقاً من هذه الأهداف النبيلة، أعلن رسمياً عن افتتاح المعرض الإنساني المتنقل، مناصرةً لهذه المبادئ، وعرفاناً بالعاملين الإنسانيين، وما قدموه من جهود في مجالات العمل الإنساني الرحبة، بدون تمييز وبحيادية تامة. فمن أهم القيم الموجهة لعمل الهلال الأحمر القطري: أننا مع الإنسان أينما كان. وقد حاولنا اليوم إبراز هذا الشعار، من خلال أنامل الفنانين، وصورهم المعبرة، وأفكارهم المبدعة.

فشكراً لكل من ساهم في جعل هذا المعرض المتنقل حقيقة واقعة، تتجسد في إشراك مختلف فئات المجتمع في التوعية والتثقيف برسالة العمل الإنساني وأهدافه السامية.

بعد ذلك، تحدث السيد إدغار ديريغ فقال:

إنه لمن دواعي سروري أن أرحب بكم جميعاً هنا في كتارا لنشارك في إطلاق الجولة الأولى من 4 جولات لمعرض الفن المعاصر “المبادئ الإنسانية: اليوم قبل الغد”، وذلك مع الزملاء المشاركين في تنظيم هذا المؤتمر، سعادة السيد علي بن حسن الحمادي الأمين العام للهلال الأحمر القطري، والدكتور فوزي أوصديق رئيس العلاقات الدولية والقانون الدولي الإنساني بالهلال الأحمر القطري، والسيدة شيرين بوليني رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في دولة قطر. وأتوجه بشكر خاص إلى سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا” على استضافته الكريمة لهذا المعرض.

قبل عامين، كانت البعثات الدبلوماسية السويسرية في جميع أنحاء العالم تستعد للاحتفال بمرور 70 عاماً على توقيع اتفاقيات جنيف الأربعة بتاريخ 12 أغسطس 1949، ولكن كما تعلمون فقد تم قطع هذه الاحتفالات بسبب جائحة كوفيد-19.

إن اتفاقيات جنيف تمثل جوهر القانون الدولي الإنساني، وقد خرجت إلى النور في سويسرا، حيث قامت الدول بصياغتها في جنيف تحت رعاية الحكومة السويسرية ووزير الخارجية السويسري آنذاك ماكس بيتيبيير.

وتعد جنيف، وهي المدينة التي أطلق اسمها على الاتفاقيات، بمثابة المركز العالمي للجهود الإنساني، وهي أيضاً مقر الجهة الراعية للقانون الدولي الإنساني، ألا وهي اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي شارك في تأسيسها المواطن السويسري هنري دونان في عام 1863.

وانطلاقاً من هذه الخلفية التاريخية، وما تتمتع به الحكومة السويسرية من حياد واستقلالية وتقاليد إنسانية، فإن إثارة قضية “التعليم في النزاعات المسلحة” مثلما نفعل اليوم، لها أهمية بالغة بالنسبة لحكومة سويسرا.

ولهذا فقد تعهدت سويسرا أثناء منتدى اللاجئين العالمي عام 2019 في جنيف بإنشاء مركز جنيف العالمي للتعليم في حالات الطوارئ، وقد تأسس هذا المركز رسمياً بتاريخ 25 يناير من العام الجاري. وهناك ما يزيد عن 127 مليون طفل في مناطق النزاعات والأزمات الإنسانية محرومون من التعليم، وأكثر من 40% من النازحين البالغ عددهم 80% مليون شخص هم من الأطفال. ويجمع مركز جنيف العالمي للتعليم في حالات الطوارئ الأطراف الفاعلة المنخرطة بشكل مباشر في قطاع التعليم، بالإضافة إلى المؤسسات الناشطة في مجالات مثل الحماية والرعاية الصحية وإرساء السلام وحقوق الإنسان. وتسعى سويسرا من خلال التزامها الدائم في هذا المجال إلى البحث عن حلول متعددة القطاعات للأطفال في حالات الطوارئ، والتي غالباً ما تكون للأسف نزاعات مسلحة.

ويأتي هذا المعرض في توقيت مناسب، فكل يوم تطالعنا عناوين الأخبار حول الأزمات الإنسانية من جميع أنحاء العالم، وهي بشكل أو بآخر دائماً ما تؤثر على حياة الأطفال، والصور المصاحبة لهذه المآسي غالباً ما تكون مرتبطة بقدر هائل من المعاناة. وبطبيعة الحال، فإننا أحياناً ما نشعر بالعجز أو الانهزام أمام كل تلك الانطباعات، ومن هنا كان معرض الفن المعاصر “المبادئ الإنسانية: اليوم قبل الغد” رد فعل لهذه المشاعر.

وقد عملت الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون، بالتنسيق مع اللجنة الدولية ومتحف الإليزيه في مدينة لوزان السويسرية، على منح الضوء الأخضر لعشرة مصورين سويسريين من أجل التفكر والتعبير عن المبادئ الإنسانية من إنسانية وحياد وعدم تحيز واستقلالية. وبدلاً من النظر إلى الأزمات الإنسانية من الخارج، فإن مفهوم المعرض يتيح للناس أن يأخذوا خطوة إلى الوراء ويتوقفوا قليلاً لإتاحة المجال أمام أفكارهم ومشاعرهم، والفكرة هي إتاحة مساحة للنقاش والتحاور حول الميدان الإنساني وطبيعة التغيير الذي يشهده.

إنني أدعوكم جميعاً للانضمام إلينا في هذه الرحلة، واستكشاف القصص المتنوعة وراء هذه الأعمال الفنية. امنحوا لنفسكم الوقت، تفكروا وأعيدوا التفكير، ثم عودوا إلى الوراء وتحدثوا مع من يحيطون بكم.

المعرض بأكمله مقام باللغة العربية، ولكن لا داعي للقلق بالنسبة لغير الناطقين بالعربية، فمن أروع مزايا هذا المعرض أنه متاح للجميع، فالقائمون عليه أنشأوا منصة رقمية باسم “حوارات حول الإنسانية”، وهذه المنصة لا تتيح لكم الاطلاع على جميع المعروضات بإحدى عشرة لغة فحسب، بل تتيح لكم أيضاً قراءة مجموعة متنوعة من القصص والتجارب والانطباعات لأشخاص من مختلف أنحاء العالم سبق لهم خوض تجربة نفس المعرض. لذا، لا تنسوا إحضار هواتفكم الذكية معكم لمسح رموز QR code المصاحبة لكل لوحة من اللوحات الفنية.

وفي الختام، فإنني أود أن أشكر الهلال الأحمر القطري على ما قدمه من دعم كبير أثناء هذه المبادرة الممتدة لثلاثة أسابيع، والشكر أيضاً لجميع المنظمين الآخرين على إخراج هذا المعرض إلى النور.

وألقت السيدة شيرين بوليني كلمة قالت فيها:

بصفتي رئيسة مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في قطر، يسعدني أن أشارك اليوم في هذا المعرض الذي يحمل عنوان “المبادئ الإنسانية: اليوم قبل الغد”، الذي ينظمه متحف الإليزيه في لوزان بسويسرا بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر القطري والسفارة السويسرية.

ويطيب لي أن أغتنم هذه المناسبة لأتوجه بالشكر لجمعية الهلال الأحمر القطري لربطها المعرض بالتعليم أثناء النزاعات المسلحة، مما سيسهم في جذب الانتباه إلى ضرورة حماية التعليم أثناء النزاعات المسلحة أو غيرها من حالات العنف.

لطالما كان تعزيز التزام القانون الدولي الإنساني بحماية التعليم وترسيخ احترام الالتزامات المنبثقة عن القانون الدولي الإنساني التي تحمي استمرارية التعليم عنصراً أساسياً في جهود اللجنة الدولية للتأثير على سلوك الدول. يهدف القانون الدولي الإنساني إلى ضمان استمرار التعليم، وحماية الطلاب والعاملين في سلك التعليم والمدارس والمرافق التعليمية الأخرى في حالات النزاعات المسلحة.

كما تعني حماية التعليم أيضاً ضمان وجود القوانين والسياسات والعقيدة العسكرية والتدريب لتوجيه سلوك حاملي السلاح.

واسمحوا لي الآن أن اقتبس بعض التوصيات التي أشار إليها السيد بيتر ماورير، رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في تصريحه الذي أدلى به بتاريخ 9 سبتمبر 2021 بمناسبة اليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات، والتي أعتقد أنها كانت وستظل دائماً ذات أهمية قصوى مرتبطة بالواقع.

أولاً: بذل جهود أقوى لإبقاء المدارس مفتوحة وآمنة أثناء النزاعات أو أعمال العنف، بما في ذلك، حيثما أمكن، المدارس القريبة من الخطوط الأمامية للقتال.

ثانياً: يجب على أطراف النزاعات المسلحة ومن يدعمهم العمل من أجل تحقيق احترام أفضل للقانون الدولي الإنساني، الذي يحمي التعليم من الهجمات ويسهل استمراره. نرحب بعمل الدول إزاء إدماج القانون الدولي الإنساني على الصعيد الوطني، من خلال اعتماد القوانين والممارسات المحلية اللازمة لضمان احترام حاملي السلاح للمدارس أثناء قتالهم.

ثالثاً: مساعدة المجتمعات المحلية ووزارات التعليم وتمكينها من إدارة عواقب النزاعات وأعمال العنف. غالباً ما يكون الخوف وعدم الاستعداد، وليس الهجوم المباشر، هو العامل الحاسم في إغلاق المدارس.

رابعاً: تحليل الآثار المنهجية الناتجة عن تفاقم الهجمات الفردية التراكمية وتداعياتها على استمرارية التعليم والاستجابة لها.

وأخيراً، قدم الدكتور فوزي أوصديق استعراضاً عاماً للمبادئ الأساسية السبعة الموجهة للعمل الإنساني الدولي، مبيناً مدلولاتها وتطبيقاتها بالنسبة للمنظمات العاملة في المجال الإنساني، وخاصةً في مناطق النزاعات. وبعد ذلك أخذ الحاضرون جولة في جنبات المعرض للاطلاع على المعروضات واللوحات الفنية المتميزة. ومن المقرر أن يستمر المعرض الحالي في فتح أبوابه للزوار من الجمهور في المركز الشبابي للهوايات بالحي الثقافي “كتارا” (مبنى رقم 18) حتى يوم 22 نوفمبر 2021.

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.