التويجري : التطوع ليس ترفاً بل ضرورة لمساعدة المتضررين من الكوارث

التويجري : التطوع ليس ترفاً بل ضرورة لمساعدة المتضررين من الكوارث

  • ــ السويلم : لدينا 4 آلاف متطوع في جمعية “عناية” لعلاج المرضى
  • ــ د. الهزاع: الشركات معنية بدعم التأمين الصحي للمتطوعين في الخارج
  • ــ السويدان: مؤسسة البصر أطلقت 1600 حملة طبية وأسست 29 مستشفى بالخارج
  • ــ العطا: “فلذات” تخفض العلاج للفقراء بنسبة 90%
  • ــ المطرفي: جموع غفيرة تراجع مخيماتنا الطبية في الدول الفقيرة
  • المسعود : نحرص على تبادل الخبرات لدعم العمل الطبي التطوعي
  • ــ العتيبي: التطوع يعزز التكافل الاجتماعي ويرفع معاناة الشعوب
  • ــ الجوهرة: مركز الملك سلمان ينفذ حملات تطوعية في جراحة القلب
  • ــ آل عبدالرحمن: نتطلع لاستحداث مقار للعمل التطوعي في الكليات الصحية
  • ــ كيربانوف: اطلاق استراتيجيات لتحفيز الشباب للعم التطوعي

 

أكد أمين عام المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر الدكتور صالح بن حمد التويجري، أن التطوع ليس ترفاً إنما ضرورة مهمة لمساعدة المتضررين من الكوارث.

وقال أثناء ترؤسه لجلسة “أثر التطوع الطبي في المجتمعات المتضررة” ضمن أعمال منتدى الرياض الدولي الإنساني: زادت أهمية التطوع في السنوات الأخيرة مع ارتفاع معدل الكوارث الطبيعية وتلك الناجمة من الصراعات المسلحة، ما يؤكد أننا في حاجة فعلية للتطوع خاصة أنه أصبحت معياراً لتحضر المجتمع، وأصبح هو القطاع الثالث بعد القطاعين الحكومي والخاص، مضيفاً أن المتطوعين في المملكة العربية السعودية ملتزمون بقيم دينية وأخلاقية تجعلهم دائماً يتسابقون للانخراط في الأعمال الإنسانية سواء كانت في مجال التطوع أم غيره من الفعاليات الإنسانية.

وأعرب عن شكره لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية على تنظيم واستضافة هذا المنتدى المتميز.

استهل معالي الدكتور عبدالرحمن السويلم الرئيس التنفيذي لجمعية “عناية” الجلسة وأكد أن الجمعية تهتم بقضية الحوكمة والشفافية، وقال “هي جمعية خيرية صحية متخصصة في تقديم الخدمات الصحية في المملكة ومقرها الرياض، ومسجلة في وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، وقدمت منذ إنشائها قبل 12 عاماً العديد من البرامج الوقائية والعلاجية والتأهيلية، ولديها مستودع يقدم الأجهزة التعويضية والكراسي المتحركة والسماعات للمرضى المحتاجين والأدوية للمصابين بالأمراض المزمنة، وأجرت الجمعية العديد من البرامج العلاجية بتكلفة 223 مليون ريال وبلغ عدد الذين استفادوا منها أكثر من 432 ألف”

وأضاف أن الجمعية ساعدت الجرحى النازحين من اليمن، وأنشأت صندوقين أحدهما للأخوة اليمنيين والآخر للأخوة السوريين، وتهتم بالتطوع انطلاقاً من رؤية المملكة 2030 وتوجيهات سمو ولي العهد بإيجاد مليون متطوع، وأنشأت الجمعية إدارة متخصصة حددت أخلاقيات عمل التطوع، ولدينا أكثر من 4 آلاف متطوع منهم 122 طبيب استشاري، كما لدينا مركز لتدريب المتطوعين وتأهيليهم.

من جانبه أكد السيد تويلي كيربانوف نائب المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتطوع أهمية إطلاق المزيد من الاستراتيجيات المحفزة للشباب للالتحاق بالعمل التطوعي لأهميته الكبيرة في تقديم المساعدات اللازمة للمتضررين من الكوارث.

أما الدكتور زياد السويدان عضو مجلس إدارة مؤسسة البصر العالمية فقد أشار إلى أن هناك أكثر من 280 منظمة تعمل في مجال طب العيون وتخطط وتساعد لمواجهة أمراض العيون، وقال : وفق منظمة الصحة العالمية في كل دقيقة على مستوى العالم يُضاف طفل للمصابين بالعمى، وبلغ عدد الذين يعانون من العمى في الدول الإسلامية خلال 23 عاماً نحو 36 مليون شخصاً، موضحاً أن مؤسسة البصر العالمية واصلت العطاء لعلاج هؤلاء المرضى من خلال إقامة المخيمات والحملات الطبية من أجل استقبال المرضى والكشف عليهم، وسبق أن أطلقنا أكثر من 1600 مخيم أو حملة طبية في 45 دولة في آسيا وأفريقيا، استفاد منها أكثر من 6 ملايين مريض، وأجرينا أكثر من نصف مليون عملية غالبيتها للمياه البيضاء والزرقاء، وتم توزيع أكثر من 1400 نضارة، كما أسسنا 29 مستشفى في الباكستان والسودان واليمن وبنغلاديش تم فيها علاج ملايين المرضى واجراء مليون و340 ألف عملية جراحية.

وتحدث الدكتور جميل العطا رئيس جمعية “فلذات” فقال: إن فلذات متخصصة في علاج المرضى الأطفال، وتسعى لإكمال النقص الموجود في الخدمات، وتعمل حالياً في مجال التأمين الصحي للأطفال الأيتام والفقراء والمحتاجين في منطقة مكة المكرمة، ووفرت العلاج الدائم لألف طفل دون الحاجة لمراجعة الجمعية ، ونستطيع توفير التأمين بالتنسيق مع الشركات من أجل تخفيض 90 % من تكلفة العلاج، ونعقد شراكات مع المستشفيات الأخرى من أجل تأمين أسرة فيها للمرضى إضافة للعلاج ، إضافة لذلك للجمعية فريق تم تشكيله منذ 12 سنة ويؤدي دوره على أكمل وجه وهو متخصص في إجراء الجراحات، ويعمل في مجال التطوع لإجراء عمليات القسطرة وتقديم العلاج للأطفال، كما لدينا شراكة استراتيجية مع مركز الملك سلمان للإعاقة، ونعمل في ذات الوقت على تدريب الكوادر الموجود في المراكز واستقطاب المتطوعين للعمل مع الفريق المختص.

الدكتور عبدالله المطرفي الباحث والمؤلف في العمل الميداني التطوعي قال : بمجرد أن نعلن عن مخيم طبي في أي من الدول الفقيرة يتوافد إلينا المرضى لإجراء الكشف وتقديم العلاج المجاني بمجموعات غفيرة ونضطر في بعض الأحيان للاستعانة بالشرطة لتنظيم صفوف المراجعين.

الدكتور علي المسعود أستاذ أمراض القلب والقسطرة قال لدينا تجارب 4 سنوات في خدمة العمل التطوعي من أجل تقديم العلاج اللازم للمصابين بأمراض القلب كونها السبب الرئيس للوفيات في دول العالم خاصة في الدول الفقيرة أو محدودة الدخل، مضيفاً خلال حملاتنا الطبية لا نركز فقط على تقديم العلاج بل على تبادل الخبرات بين الأطباء من أجل استمرارية هذا العمل الطبي التطوعي الإنساني.

وعبر الدكتور خالد العتيبي استشاري جراحة القلب المفتوح عن اعتزازه بالعمل التطوعي لعلاج مرضى القلب في الدول الفقيرة، وقال : التطوع له أثر على المتطوع وتعزيز ترابطه مع الآخرين، ويعزز التكافل الاجتماعي، ويرفع مهارات المتطوع، ويسهم في رفع معاناة الشعوب.

الدكتورة الجوهرة حمزة استشاري تخدير القلب قالت : ينفذ مركز الملك سلمان حملات تطوعيىة في جراحة القلب في المجتمعات الفقيرة، وتأتي تلك الحملات معززة للدور الريادي للمملكة في مجال الأعمال الإنسانية، وداعمة لمبدأ التكافل الاجتماعي بين الدول وعلاج أمراض القلب، وبدأ مركز الملك سلمان في اجراء عمليات القلب المفتوح منذ 2019 ولا زال يواصل دوره الفاعل في هذا المجال وأجرى العديد من العمليات الجراحية للقلب والقسطرة للأطفال والكبار، ومن إنجازات المركز التي شاركت فيها حملة في المكلا باليمن تم خلالها اجراء الكشف على 99 حالة مرضية، وفي نواكشوط بموريتانيا أجرينا 120 عملية جراحية ، وفي السودان أجرينا 100 عملية قلب بين جراحة وقسطرة.

وأضافت يحرص المركز على اختيار الكوادر الطبية المتميزة للمشاركة في الحملات الطبية في الدول الفقيرة.

وتحدث الدكتور خالد آل عبدالرحمن رئيس مجلس إدارة جمعية التطوع الصحية عن الاستثمار الأمثل للكوادر الصحية في العمل التطوعي، وقال : إن التطوع هو القطاع الثالث المكمل للقطاعين الحكومي والخاص وهو مكوّن رئيس للتنمية ودائماً يتم ادراجه في الخطط التنموية ولن يتم اقصاءه، لذلك جاءت رؤية المملكة 2030 لتعزيز هذا القطاع وتحفيز المواطن لتحمل مسؤوليته تجاه مجتمع، وتتطلع الرؤية إلى أن يرتفع عدد المتطوعين من 11 ألف إلى مليون متطوع ورفع نسبة مساهمة القطاع غير الربحي في الناتج المحلي الإجمالي من 1% إلى 5% ، لذلك أقر مجلس الوزراء مؤخراً نظام العمل التطوعي ويهدف إلى تقنين وتطوير التطوع وتمكين المتطوعين.

وأوضح آل عبدالرحمن أن وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المسؤولة عن المؤسسات غير الربحية اعتمدت المعيار السعودي للعمل التطوعي وهذا توجه ممتاز لقياس أثر الأعمال التطوعية على الاقتصاد والتنمية والمجتمع، مضيفاً أن الأعمال التطوعية لها سمات من أهمها إيجاد خطط استراتيجية مبنية على منهجية علمية، ولها استدامة مالية وشفافية ومصداقية وأثر تنموي ومجتمعي.

وأكد أن المملكة رائدة في العمل التطوعي والإنساني منذ القدم، وأبرز دليل على ذلك خدمة الحرمين الشريفين، حيث يكون للمتطوعين دورهم الفاعل في مواسم الحج والعمرة، وبين أن مجموع الممارسين الصحيين على رأس العمل في المملكة 317509 منهم 71% في وزارة الصحة.

وأردف عملت دراسة للوقوف على انطباعات الممارسين الصحيين في العمل التطوعي شملت 155 أغلبهم من الأطباء والاستشاريين والمتخصصين، 56 % منهم شاركوا في أعمال تطوعية خلال الستة أشهر الماضية بهدف تقديم الخدمات الصحية للمرضى، ولم يجدوا صعوبة وتعقيدات في الالتحاق بالعمل التطوعي، حيث أن الفرص متاحة للعمل في هذا المجال ، ونشير هنا إلى أن هناك 45 يوماً متاحة لأي فرد في السنة للمشاركة في الأعمال التطوعية ويمكن الالتحاق بأي جمعية لأداء هذا العمل الإنساني.

وأستطرد قائلاً : أثناء زيارة سمو ولي العهد إلى الولايات المتحدة الأمريكية التقى مجموعة من المبتعثين السعوديين قاموا بإعادة بناء منزل تضرر بالإعصار، فشكرهم وقال لهم بالحرف الواحد ” الفزعة بدمكم” وهذا فعلاً يؤكد أن الأعمال التطوعية في دم الإنسان السعودي وفي دم كل مسلم.

وأوصى في ختام حديثه بضرورة تحديث الخطط والاستراتيجيات للجمعيات الصحية، واستحداث مقار للعمل التطوعي في الكليات الصحية، مع عقد مؤتمر دولي كل سنتين لعرض التجارب الناجحة في مجال التطوع.

وقال الدكتور عبدالله الهزاع مستشار الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر في مداخلة في نهاية الجلسة: لا شك أن وجود نظام للتطوع مهم جداً وسوف يعزز العطاء في مجال العمل التطوعي، فقط أشير هنا إلى أهمية قضية التأمين الصحي للمتطوعين خاصة خارج المملكة، لذلك أدعو مؤسسات وشركات التأمين الطبي أن تكون لها مساهمة في هذا الجانب، كما أدعو المحسنين والجهات المتخصصة لتقديم الدعم للعمل التطوعي لنضمن استمراريته وديمومته للمضي قُدما في تقديم الأعمال الإنسانية المتميزة.

وردّ عليه أحد المشاركين في الجلسة بقوله: النظام الذي أقره مجلس الوزراء احتوى على حقوق المتطوع الذي يحق له الحماية سواء كان في الداخل أو الخارج.

وكان قد صدر عن المنتدى في ختام أعماله “بيان الرياض” وتضمن عدة توصيات لتعزيز العمل الإنساني هي تعزيز الربط بين بين العمل الإنساني والتنموي من خلال التنفيذ الكامل لالتزامات قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 72/279 بشأن إعادة وضع نظام الأمم المتحدة الإنمائي، بما في ذلك تنفيذ اتفاق التمويل وإطار المساءلة الإدارية، واطار عمل الأمم المتحدة للتنمية المستدامة من أجل تعزيز التعاون بين التنمية الإنسانية والسلام، والحد من احتياجات الناس والمخاطر على مدى عدة سنوات بالاستناد إلى الميزة النسبية لمجموعة متنوعة من الجهات الفاعلة ومن خلال نتائج جماعية واضحة وقابلة للقياس تسهم في تحقيق أهداف التنمية  المستدامة وتستند إلى آليات المساءلة المعززة، واستمرار تعزيز التعاون الإنساني والتنموي لتحقيق اتساق وكفاءة أكبر في العمل الإنساني والتنموي في الأزمات، والانتقال إلى تنمية مستدامة طويلة الأجل للحد من المخاطر وبناء القدرة على الصمود، وذلك من خلال اللجنة التوجيهية المشتركة بقيادة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وإنشاء قنوات تواصل فعالة بين المنظمات والهيئات والمجتمعات المشاركة في العمل الإنساني ونظرائهم من الجهات التنموية لضمان بذل جهود فعالة وموحدة للوصول إلى المستفيدين.

كما أوصى المنتدى بتعزيز الصحة في السياق الإنساني من خلال التركيز على الأمراض المعدية ، واستخدام أهداف التنمية المستدامة أداة لدعم نهج تعاونية متكاملة لوضع إطار مستدام للقضاء على الأمراض المعدية وتبادل المعلومات المهمة المستمدة من أنظمة الإنذار المبكر لضمان التدخلات المبكرة ومكافحة الأمراض بطريقة أكثر فاعلية من جميع الجهات الفاعلة وأصحاب المصلحة، وبحث الدوافع المرتبطة بمشكلة الهجرات الجماعية عبر البحار من إفريقيا إلى دول الخليج وأوروبا في الحالات الإنسانية من خلال فهم أشمل لنطاق مشكلة الهجرة، بما في ذلك الدوافع المختلفة والمترابطة والاتجاهات ونقاط الضعف ومراعاة الممارسات الإيجابية في بلدان المنشأ والعبور والمقصد، وذلك للتحكم بشكل أفضل في ديناميكية تدفقات الهجرة واسعة النطاق ، والاستفادة من المناقشة في هذا المنتدى للمساهمة في تحقيق الميثاق العالمي للهجرة الآمنة والنظامية والمنتظمة وكذلك هدف التنمية المستدامة لتيسير الهجرة وتنقل الأشخاص على نحو منتظم وآمن ومنتظم يتسم بالمسؤولية ، من خلال تنفيذ سياسات الهجرة المخطط لها التي تتسم بحسن الإدارة .

واختصت توصية أخرى بالمرأة والطفل وذوي الاحتياجات الخاصة في مناطق النزاع والكوارث وتحديات العمل الإنساني من خلال الاستثمار المتزايد والدعم المتعدد القطاعات للأطفال الصغار ومقدمي الرعاية في حالات الأزمات والنزوح له، وإنشاء مجتمعات سلمية ومستقرة في المستقبل، والاستثمار في الطفولة المبكرة لتحقيق اتفاقية حقوق الطفل والالتزامات المتعلقة باتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وكذلك تحقيق العديد من أهداف التنمية المستدامة، والاستثمار في تنفيذ وتطوير مشاريع التدخلات الإنسانية للأشخاص ذوي الإعاقة لضمان حيادية الاستجابة الإنسانية ومراعاة كرامة وحقوق جميع الأشخاص لأنها تمكنهم من بنار قدراتهم وتسهم في دعمهم وحمايتهم وإدماجهم في مجتمعاتهم في مناطق الصراع والكوارث.

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.