اتفاقية تعاون بين الهلال الأحمر القطري ونظيره الأردني لدعم اللاجئين السوريين في الأردن

يتواجد حالياً وفد رسمي من الهلال الأحمر القطري في المملكة الأردنية الهاشمية يضم كلاً من سعادة السفير علي بن حسن الحمادي الأمين العام، والدكتور فوزي أوصديق رئيس العلاقات الدولية والقانون الدولي الإنساني، والسيدة نجلاء الحاج رئيس التنمية الدولية، ويرافقهم أثناء الزيارة د. محمد السوسي رئيس البعثة التمثيلية للهلال الأحمر القطري في الأردن.

وأثناء زيارة إلى المقر الرئيسي للهلال الأحمر الأردني، وقع الحمادي مع المهندس عمر أبو قورة نائب رئيس الهلال الأحمر الأردني اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع الأطراف الصناعية لصالح ذوي الإعاقة من اللاجئين السوريين في الأردن. وتشمل خطة عمل المشروع توفير الأطراف الصناعية العلوية والسفلية، وأجهزة المساعدة الحركية، والأجهزة التعويضية، بالإضافة إلى الدعم النفسي والعلاج الطبيعي للمستفيدين.

وفي تصريح له، عبر الحمادي عن سعادته بتوقيع هذه الاتفاقية لخدمة المحتاجين من الأردنيين والسوريين في الأردن، بما لها من دور إيجابي في تقديم الخدمات الطبية التخصصية للمحتاجين لها، منوهاً إلى عمق العلاقات القطرية الأردنية، حيث يعد الهلال الأحمر الأردني شريكاً استراتيجياً للهلال الأحمر القطري في عمله الإنساني داخل المملكة.

وأكدت الدكتورة نهال حفني، رئيس بعثة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بالأردن، على أهمية الشراكة مع الهلالين القطري والأردني في العمل الإنساني، واعتبرت أن توقيع هذه الاتفاقية جاء تجاوباً مع الاحتياجات الإنسانية للفئات الأشد ضعفاً في الأردن.

وعلى هامش اللقاء، كشف السيد ممدوح الحديد، مساعد الأمين العام ومسؤول البرامج والعمليات في الهلال الأحمر الأردني، عن تدشين برنامج جراحي مشترك يشمل إجراء 420 عملية جراحية للاجئين السوريين والفئات الأشد ضعفاً في المجتمع المحلي، كما أشار إلى عمليات الصيانة التي تم تنفيذها مؤخراً في مستشفى الهلال الأحمر الأردني بدعم من الهلال الأحمر القطري وعدد آخر من شركاء الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، بهدف تحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة للمرضى.

ورشة عمل

شهد اليوم الثاني لزيارة وفد الهلال الأحمر القطري المشاركة في ورشة عمل “الدور المساعد للجمعيات الوطنية”، التي يستضيفها الهلال الأحمر الأردني في العاصمة الأردنية عمَّان، بالتعاون مع الهلال الأحمر القطري والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وذلك تحت عنوان “مفهوم الدور المساند في أدبيات الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر”. وقد حضر الورشة ممثلون لوزارة الداخلية، ومديرية الأمن العام، والمركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات، ووزارة الصحة، ورئيس وأعضاء اللجنة الوطنية للقانون الدولي الإنساني، والقيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية.

وأثناء الورشة، ألقى السيد علي الحمادي كلمة قال فيها: “مع تزايد الكوارث والأزمات الإنسانية حول العالم كمَّاً وكيفاً، فإن التحديات والتعقيدات التي تواجه العمل الإنساني قد تعاظمت هي الأخرى بشكل غير مسبوق. ومن أبرز تلك التحديات عدم وضوح الرؤية بشأن الدور المنوط بالجمعيات الوطنية، وهو مساندة الدول في سياساتها وجهودها الإنسانية والاجتماعية والتنموية، مما جعل هذه الجمعيات عرضة للتسييس واتهامات التبعية الحكومية من ناحية، أو فرض القيود على حرية عملها ومواردها المالية من قِبَل السلطات المحلية من ناحية أخرى”.

وأوضح أن الجمعيات الوطنية لها خصوصية فريدة من نوعها، فهي مؤسسات إنسانية ذات بعد عالمي، تسير وفق مبادئ وقواعد أساسية توجه العمل الإنساني، وتضمن استقلاليته وحياده، وبعده التام عن الصراعات أو التحيزات السياسية، وتركيزه على الإنسان أينما كان. وأضاف: “نحن جميعاً نؤمن بهذه الثوابت ولا نحيد عنها، لأنها السمة الرئيسية التي تميزنا عن غيرنا من الكيانات المحلية والإقليمية والدولية في أي قطاع من القطاعات الأخرى. وفي المقابل، فإننا كجمعيات وطنية ننتمي إلى بلداننا وأوطاننا، ونتواجد على أراضيها، ونمثلها في ساحات ومحافل العمل الإنساني الدولي، وبالتالي فإن واجبنا تجاهها هو احترام قوانينها وسياساتها العامة، ومراعاة مصالحها، وتعزيز سمعتها”.

وختم الحمادي بقوله: “وهكذا، فإن القائمين على العمل الإنساني هم محليون وعالميون في نفس الوقت، مستقلون ومع ذلك منضبطون وملتزمون. وهذه هي طبيعة عمل الجمعيات الوطنية، التي ينبغي أن يفهمها كل من ينظر إليها أو يتعامل معها ممن هم خارجها، كي يتم تصحيح المفاهيم الخاطئة، والتعريف بتاريخها وأهدافها، ومن ثمَّ العمل على تسهيل مهمتها، وتمكينها من أداء وظائفها على أكمل وجه”.

وبدوره، أكد السيد ممدوح الحديد على دور الجمعيات الوطنية المحايد وغير المتحيز، لافتاً إلى صفتها المساعدة والمساندة للسلطات المعنية في مجال العمل الإنساني وفق المبادئ الإنسانية السبعة، مع ضرورة العمل بشكل وثيق مع السلطات والحفاظ في نفس الوقت على استقلاليتها والتزامها بالقانون الدولي الإنساني.

من جهته، قال الدكتور حسام الشرقاوي، المدير الإقليمي للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، إن جائحة فيروس كورونا أثبتت الدور الحقيقي للجمعيات الوطنية وأهمية تواجدها في المجتمع وفي مختلف الدول، مشيراً إلى الدور الذي يقوم به المتطوعون في الميدان. وأوضح د. الشرقاوي أهمية الجمعية الوطنية كجهة مساندة للسلطات المعنية، مؤكداً أنها تلعب دوراً مكملاً للسلطات المعنية وليست بديلاً لها.

وفي الأخير، نوهت السيدة سارة أفريلو، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الأردن، إلى دور مكونات الحركة الإنسانية الدولية المهم في البلدان، إذ يلعب الهلال الأحمر الأردني واللجنة الدولية للصليب الأحمر دوراً مميزاً في مجال العمل الإنساني، لا سيما لتأمين احتياجات اللاجئين في المجتمع المحلي، مؤكدةً الدور المساند للسلطات المعنية بالمجال الإنساني، وتلبية الاحتياجات المختلفة للفئات المستضعفة في المجتمع، تحت مظلة المبادئ الإنسانية بشكل عام.

المصدر: الهلال الأحمر القطري

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.