أمين آركو محاربة التمييز العنصري بالتسامح وقبول الآخر

عدّ أمين عام المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر الدكتور صالح بن حمد التويجري؛ احتفال دول العالم باليوم العالمي للتنوع الثقافي ومحاربة التمييز العنصري يوم 29 يوليو من كل عام سانحة عظيمة لنشر ثقافة التنوع وقبول الآخر؛ وإرساء قيم الحوار ونبذ الكراهية والعنصرية كونها مضرة بالمجتمعات والأفراد وتؤدي إلى تفاقم العنف وتأجيج الغضب وإدامة المظالم ؛ مشدداً على أهمية وضع نظم وتشريعات ترسّخ مفهوم التنوع الثقافي وتكرّس الحريات والحقوق المدنية والسياسية لمختلف الفئات الثقافية، مما يكفل تحقيق التلاحم والاندماج الاجتماعي بين فئات المجتمع كافة.
وقال “د. التويجري”: يظل التسامح أحد المبادئ الإنسانية الضرورية في حياة الشعوب والتي حثت عليها الرسالات الإلهية؛ ويمثل أهمية خاصة في تعزيز وحدة وتضامن وتماسك المجتمعات؛ ووأد أي خلافات ونزاعات بين أفراده ؛ ويعد هذا المبدأ من أهم الضرورات الإنسانية والأخلاقية بعد أن أصبحت أخطار العنف والتناحر والتشاجر ظاهرة تزيد من المعاناة الإنسانية وتهدم العلاقات الاجتماعية في بعض المجتمعات؛ وهو في الوقت ذاته خارطة طريق لإرساء أرضية صلبة ننطلق منها لتفعيل الحراك الدبلوماسي والإنساني لنشر التفاهم والسلام من أجل وضع حد لاضطراب المجتمعات الإنسانية وتفكك نسيجها في عدد من الدول لتعيش في وئام وسلام ومحبة؛ مضيفاً أننا في حاجة في الوقت الحاضر أكثر من أي وقت مضى للخطاب المتسامح المتعقل الذي يقرب بين الشعوب ولا يفرق بينها بسبب دين أن عرق أو لون أو خلاف ذلك؛ كما أننا في حاجة إلى مكافحة العنصرية والتمييز بجميع أشكاله؛ والعمل على مكافحة الصور والقوالب النمطية التي تؤدي إلى وصم الأفراد أو الشعوب بسبب اللون أو الانتماء أو الدين أو العرق؛ فضلاً عن دعم كل المبادئ المعززة لبناء تنوع ثقافي متناغم يسهم في الارتقاء بحوار الحضارات والثقافات ونشر قيم التسامح والتفاهم والاحترام المتبادل بين الأمم والشعوب؛ وتعزيز الامن والسلم الدوليين وتحقيق اهداف التنمية المستدامة؛ ورفع مستوى الوعي بأهمية التنوع الثقافي في إثراء حضارات الأمم والشعوب؛ كما أن العالم في حاجة لتعزيز كل القيم الإنسانية النبيلة ؛ كون البشر على اختلاف مكوناتهم ينتمون إلى أصل واحد وهم متساوون في إنسانيتهم لقوله تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا” سورة النساء الآية 1

وأختتم الأمين العام للمنظمة العربية قائلاً: أن نجاح أي حراك في نشر ثقافة التسامح ونبذ العنف والتعصب بين سكان أي مجتمع حتماً سيؤدي إلى تكريس ثقافة التوافق الاجتماعي والتعايش والحوار العقلاني البعيد عن التعصب والكراهية فيما بينهم؛ ويفسح المجال أمامهم للمُضي قُدماً لتحقيق غاياتهم المشتركة؛ ويؤدي في الوقت ذاته إلى ترسيخ احترام حقوق الإنسان وانفتاحه بين مختلف الحضارات والثقافات.
.

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.