القلب الأزرق” تحت هذا العنوان تنطلق مبادرة عالمية في اليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالبشر 30 يوليو 2021 لزيادة الوعي بأهمية مكافحة هذه الجريمة النكراء بتشجيع مشاركة الحكومات والمجتمعات وقطاع الشركات والأفراد على مضاعفة الجهود لمنع حدوثها؛ وتهدف المبادرة لتعزيز التضامن مع ضحايا هذه الجريمة وتقديم الدعم اللازم لهم.
وأكد أمين عام المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر (آركو) الدكتور صالح بن حمد التويجري؛ أن الاتجار بالبشر جريمة دولية يمكن التصدي لها بتعزيز التعاون الدولي في الالتزام بالمعاهدات الدولية الخاصة بمكافحتها؛ والإيقاع بشبكات منفذيها من خلال متابعة مصادر تدفق الأموال المشبوهة؛ والتنسيق مع الدول ذات الحدود المشتركة من أجل ضبط الحدود؛ وتغليظ العقوبة على كل من تثبت علاقته بهذه الجريمة؛ ووضع آليات معينة لتسهيل الإبلاغ عن قضايا الإتجار بالبشر؛ وتفعيل الشراكات الاستراتيجية في مكافحتها؛ واصدار وتطوير المزيد من التشريعات والقوانين ذات الصلة بمواجهتها والحد من آثارها الاجتماعية والاقتصادية والنفسية؛ وتنفيذ حملات إعلامية لرفع وعي الجمهور بالعقوبات التي يضعها القانون لمرتكبي هذ الجريمة؛ وتحسين الظروف المجتمعية بتوفير التعليم ومكافحة البطالة وتوفير الدعم الحكومي للفئات الفقيرة؛ والتأكيد على دور الأسرة في توفير الحماية للطفل بدون إفراط أو تفريط؛ وتفعيل دورالقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني في مكافحة تلك الجريمة.
وقال ” د. التويجري”: في اليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالبشر، لا بد من تكثيف جرعات التوعية بمعاناة ضحايا الاتجار بالبشر وتعزيز حقوقهم وحمايتها؛ وتوفير البيانات الدقيقة المتعلقة بهذه الجريمة كونها تعد ثالث جريمة بعد تجارتي السلاح والمخدرات من حيث خطورتها على مستوى العالم، وهي مرشحة لتصبح الأولى لانعكاساتها السلبية الشديدة وما تدره من أرباح تجنيها شبكات وعصابات دولية للجريمة المنظمة؛ مضيفاً تشكّل هذه الجريمة انتهاكاً جسيماً لحقوق الإنسان وغالبية ضحاياها من النساء والأطفال.
وأرجع أمين عام المنظمة العربية أسباب تنامي هذه الجريمة إلى الصراعات المسلحة وازدياد معدلات اللجوء والهجرة الداخلية والخارجية؛ وعدم وجود قوانين رادعة؛ وزيادة الطلب العالمي على العمالة غير القانونية الرخيصة؛ وغياب الدور الإعلامي في توعية المجتمعات حول هذه الجريمة؛ وانتشار الفقر والبطالة في بعض المجتمعات؛ وضعف الوازع الأخلاقي والديني؛ لافتاً إلى أن الانترنت ساهم كثيراً في الترويج لهذه الجريمة؛ كونه أعطى تجار البشرمساحة أوسع للعمل عبر العالم للوصول إلى ضحاياهم داخل بيوتهم عبر إعلانات الوظائف الوهمية.
وأوضح “د. التويجري” أن الاتجار بالبشر هو كل عملية تتم بغرض بيع أو شراء أو خطف أشخاص سواء أكانوا رجالا أم نساء أم أطفالا، واستغلالهم في القيام بأعمال على غير رغبتهم في ظروف غير إنسانية، ويدخل في ذلك استغلال العمالة المنزلية للقيام بأعمال ليست من مسؤولياتهم وسوء معاملتهم، إضافة لعمل الأطفال في المناجم والمصانع؛ ووفق بروتوكول “باليرمو” الموقع بتاريخ 12 ديسمبر 2000 فإن الاتجار بالبشر هو تجنيد أشخاص أو نقلهم أو إيواؤهم أو استقبالهم بواسطة التهديد بالقوة أو غير ذلك من أشكال القسر أو الاحتيال أو الخداع؛ وجاء في المادة الأولى للإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر في العاشر من ديسمبر سنة 1948م: “يولد جميع الناس أحراراً متساوين في الكرامة والحقوق..”. وتنص مادته الثانية على أنه: “لكل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات الواردة في هذا الإعلان، ودون أي تمييز..”. وورد في مادته الثالثة: “لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه” وقبل هذا جاءت التعليمات الإلهية بحفظ كرامة الإنسان “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ” سورة الحجرات الآية 13 ؛ وفي الحديث القدسي
“يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا ، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ .. “؛
وشعار الإنسانية العظيم الذي أطلقه أمير المؤمنين الخليفة / عمر بن الخطاب – رضي الله عنه– ” متى إستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا “