ــ آل خليفة: مستعدون لمواصلة دورنا الإغاثي بالعمل مع الشركاء لتخفيف المعاناة الإنسانية: نص الكلمة
ــ المعموري: المنظمة العربية مستمرة في بناء قدرات الجمعيات الوطنية
ــ العسبلي: “آركو” بيت خبرة لخدمة العمل الإنساني بالجمعيات الوطنيةأكد أمين عام المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر “آركو” الدكتور صالح بن حمد التويجري أن الأمانة العامة للمنظمة عملت على إعادة بناء وتعزيز هيكلتها الإدارية لتحقيق استجابة أكبر مع المتغيرات التي فرضتها جائحة كورونا وغير ذلك من الكوارث الطبيعية والأزمات التي شهدتها بعض دول الوطن العربي.
وقال في كلمتين ضافيتين رحب فيهما بالمشاركين في افتتاح اجتماعي اللجنة التنفيذية والهيئة العامة للمنظمة يومي 5 و 6 أبريل 2021 : أنشأت الأمانة العامة عدة مراكز لرفع كفاءة وأداء عملها لخدمة مكوناتها من الهيئات والجمعيات الوطنية للهلال الأحمر والصليب الأحمر.
وقال: يسرني وباسمكم جميعا الترحيب بسعادة الدكتور حلال العويسي رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي الذي تسلم مؤخراً رئاسة الهيئة ونبارك له هذه الثقة الكبيرة وهو طبيب متخصص وشخصية مرموقة ومتمرسة في مجال خدمة الطوارئ الطبية واضافة مميزة لأسرة المنظمة.
وأضاف عاش العالم وعشنا معه في حركتنا الإنسانية ظروفاً استثنائية وغير عادية مع ظهور اصابات بفيروس كورونا في نهاية 2019 ثم امتد بنا الحال إلى هذا اليوم ونحن الآن في النصف الأول من عام 2021 ؛ وخلال تلك الفترة اتخذت دول عدداً من الإجراءات الوقائية والاحترازية للحد من انتشار المرض؛ وكان تقييد حركة النقل بكل وسائله من أوائل الاجراءات فتوقفت معها الكثير من النشاطات وأصبح السفر فيما بين الدول متعذراً ؛ وتم فرض الحظر الصحي في دول عديدة وأصبح العمل يُدار وبشكل محدود وكذلك التعليم وتأثر الاقتصاد العالمي بشكل كبير؛ حيث شُلت حركة التجارة البينية فيما بين الدول ؛ وأصبحت اجراءات فحص ومعاينة البضائع مكلفة وطويلة؛ ومع هذا الظرف الاستثنائي لجائحة كورونا فإن دولاً عدة من إقليمنا العربي تعاني من أزمات ونزاعات مسلحة علاوة على الاصابات بفيروس كورونا وكوارث طبيعية من حين إلى آخر؛ مما جعل الوضع الإنساني أكثر تعقيداً واحتياجاً للاستجابة القياسية ودعم الجمعيات الوطنية في تلك الدول في ظل شح الموارد بسبب التأثر الاقتصادي بجائحة كورونا والاجراءات الاحترازية المفروضة على الحياة العامة؛ والأمانة العامة للمنظمة وهي تعايش هذا الوضع المؤلم مع ضائقة في الجمعيات الوطنية في الدول التي تعاني من الأزمات نشعر بحجم المأساة والحاجة إلى مساندة تلك الجمعيات مادياً ومعنوياً إلا أن مساهماتها المادية كانت محدودة وقد تعذرت زيارة تلك الجمعيات كأحد متطلبات الدعم الميداني والمعنوي بسبب توقف رحلات الطيران.
وأستطرد الأمين العام للمنظمة العربية قائلاً : في هذه الظروف الاستثنائية الصعبة عملت الأمانة العامة للمنظمة على إعادة بناء وتعزيز هيكلتها الادارية لتحقيق استجابة أكبر مع المتغيرات التي يشهدها العالم في تطوير وسائل العمل وأساليبه ودخول التقنية المعلوماتية وتقنية الاتصالات وأصبحت ادارة العمل تتطلب الانتقال من الأسلوب التقليدي إلى الإدارة الإلكترونية؛ فكان لزاماً على الأمانة العامة للمنظمة السير في هذا الاتجاه؛ فأدخلت على هيكلتها مراكز متخصصة تعتمد في إدارة عملها على تقنية المعلومات والاتصالات؛ فأنشأت الأمانة العامة المركز العربي للاستعداد للكوارث والمركز العربي للقانون الدولي الإنساني ومركز الاستشارات والتدريب والتطوع ومركز المعلومات والتوثيق والدراسات؛ وسيتم العرض لكم عنها من قبل الزملاء مسؤولي هذه المراكز ضمن هذا التقرير المرحلي للأمانة العامة للمنظمة التي حرصت على خلق شراكة مع عدة جهات ذات صلة برسالة منظمتكم من خلال مذكرات تعاون كما هو موضح في البيان الذي سيتلى عليكم ؛ وقد تم العمل على تفعيل عدد منها وكان لها الأثر الواضح في تعزيز أداء العمل وإبراز اسم المنظمة على نطاق أوسع.
ونحن في الأمانة العامة للمنظمة إذ نضع أمامكم هذه الخطوات التطويرية لرفع كفاءة وأداء عمل الأمانة العامة الذي يصب في خدمة أعضاء المنظمة؛ كما سيتبين لكم عند استعراض المراكز المتخصصة لأنشطتها؛ فإننا نتطلع إلى دعم ومؤازرة الهيئات والجمعيات الوطنية الأعضاء بدءاً من الالتزام بسداد الاشتراكات الدستورية التي هي في حقيقتها فرض عين على الجميع؛ ونتطلع إلى اسهامات طوعية من قبل الأعضاء المقتدرين وهم كُثُر ولله الحمد.
وقبل أن أعطي الحديث للزملاء مسؤولي المراكز لاستكمال التقرير المرحلي لا يفوتني أن أكرر شكري الجزيل إلى دولة المقر المملكة العربية السعودية على دعمها السخي والمتواصل للأمانة العامة؛ والشكر موصول لهيئة الهلال الأحمر السعودي التي تساند هذا الفضل من دول المقر؛ ومساندتها المباشرة للأمانة العامة بشكل مستمر وبصورة خاصة حينما تعرضت الأمانة العامة إلى وضع مالي حرج عام 2019؛ كما أزجي الشكر إلى جمعية الهلال الأحمر الكويتي على مساندتها القوية للأمانة العامة لتتجاوز أزمتها المالية عام 2019 ولمساهمتها الإنسانية التي قدمتها عبر الأمانة العامة استجابة للنداءات التي أصدرتها للهلال الأحمر الفلسطيني والهلال الأحمر السوري؛ كما أشكر جميع الجمعيات المانحة الهلال الأحمر القطري والكويتي والبحريني والإماراتي وغيرها من الجمعيات التي ساندت أعمال المنظمة وقامت بتغطية العديد من النداءات التي أصدرتها المنظمة.
أصحاب المعالي والسعادة
عدد من منتسبي ومتطوعي الهلال الأحمر والصليب الأحمر أصيبوا بفيروس كورونا أو أصيبوا في كوارث أخرى وعدد آخر قضوا في تلك الأحداث وهم يقدمون خدماتهم الإنسانية يحملون أرواحهم على أكفهم لإسعاف وانقاذ ضحايا الكوارث ؛ مدركون بأنهم في مواقع الخطر وأكثر عرضة من غيرهم للاصابة ؛ إلا أن إنسانيتهم وتفانيهم في أداء مهمتهم جعلتهم يباشرون العمل بكل أخلاق وشجاعة؛ ولا نملك في هذه اللحظة إلا أن نعبر عن خالص الشكر والتقدير لهم ولنحمد الله العلي القدير الذي كتب الشفاء للمصابين؛ وندعو الله أن يتغمد من قضوا بواسع رحمته ورضوانه؛ وأن نقدم العزاء لأسرهم؛ ونسأل الله أن يرفع وباء كورونا عن البلاد والعباد عاجلاً غير آجل؛ وأن يعود الأمن والاستقرار للعالم ويعود إلى سابق عهده لممارسة حياته وأنشطته الطبيعية ؛ وكنا نتطلع إلى عقد الهيئة العامة الـ 45 للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر في مملكة البحرين طبقاً لما ورد في قرارات الدورة 44 التي عقدت بالكويت في أبريل عام 2019؛ غير أن إرادة الله ارتأت أن تنعقد الهيئة الـ 45 عن بعد؛ مكررين الشكر والتقدير للهلال الأحمر الكويتي على استضافته للدورة السابقة والشكر الجزيل للهلال الأحمر البحريني على دعوته لاستضافة الدورة الحالية؛ وختاماً أتمنى للجميع أطيب الأوقات وأسعدها آملاً في أن نخرج من اجتماعنا هذا بنتائج تخدم الإنسانية في هذا الإقليم المهم من أقاليم العالم.
من جهته قال معالي الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة رئيس هيئة الهلال الأحمر البحريني في كلمته : فإنه لمن دواعي سروري أن أشارك معكم في هذا التجمع الإنساني الحافل الذي يشهد افتتاح الدورة الـ 45 لاجتماع الهيئة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر والتي تتشرف مملكة البحرين ممثلة في جمعية الهلال الأحمر البحريني لتواصل العمل وفي الأهداف الإنسانية الخيرة التي تصبو إلى تحقيقها المنظمة العربية وكافة الجمعيات الوطنية للهلال الأحمر والصليب الأحمر المنضوية تحت مظلتها؛ مما ينعكس إيجاباً على تطوير العمل الإنساني ودعم العمل الإغاثي مستندة في ذلك على ما تكوّن لديها من إرث طويل وخبرات متراكمة في إدارة العمل الإنساني والإغاثي.
إن جمعية الهلال الأحمر البحريني وإذ تتسلم اليوم رئاسة الدورة الـ 45 للهيئة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر لتود بالأصالة عن نفسي ونيابة عن أعضاء مجلس الادارة وكافة منتسبي الجمعية أن تتقدم بجزيل الشكر والعرفان إلى جمعية الهلال الأحمر الكويتي ممثلة في رئيسها الأخ الدكتور هلال الساير على الجهود المقدرة والدور المهم الذي قامت به الجمعية أثناء ترؤسها أعمال الدورة السابقة التي ندرك وبلا شك أن جاءت في وقت استثنائي غير مسبوق تمثل في تفشي جائحة فيروس كورونا أرجاء المعمورة وبسرعة قياسية؛ كما تود جمعية الهلال الأحمر البحريني وهي تترأس أعمال هذه الدورة أن تؤكد على مساعيها في ضوء الأهداف السامية لمنظمتكم لمواصلة دورها الإنساني والاغاثي من خلال العمل مع كافة الشركاء والنظراء من دول العالم للتخفيف من المعاناة والألم الذي يشعر به إخواننا في الإنسانية الذين يقاسون ويلات الحروب والنزاعات والصراعات أو ممن وجدوا أنفسهم فجأة دون مأوى بفعل الكوارث الطبيعية ناهيك عن ما خلفه الانتشار السريع لفيروس كورونا من تداعيات أودت بحيات ما يقارب من 3 ملايين شخص حول العالم؛ الأمر الذي يحتم علينا التوقف عنده والدعوة إلى التكاتف والتعاون وتعظيم الاستفادة من تجارب بعضنا البعض في هذا المجال المستجد.
يسرني بهذه المناسبة أن أغتنم الفرصة لأعرب عن الفخر والاعتزاز بالجهود التي تقوم بها الأمانة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر برئاسة الأخ الدكتور صالح بن حمد التويجري؛ متمنياً للأمانة العامة وجميع منتسبيها دوام التوفيق والنجاح وأن تكلل مساعيهم الرامية إلى تنسيق الرؤى ووجهات النظر وتشجيع برامج التعاون الثنائية والجماعية ودعم برامج التعليم والتطوير وتبادل الخبرات والمعلومات بين الجمعيات الوطنية العربية ونظيراتها على المستوى الإقليمي والدولي بدوام التوفيق والنجاح.
ختاماً فإنني أسأل المولى العلي القدير أن يوفقنا وإياكم لما فيه الخير والصلاح وأن يعيننا على هذه المسؤولية التي سنقوى بإذن الله على حملها بكل أمانة وجدارة بدعم ومساندة الجميع؛ كما أسأل المولى جلت قدرته أن يجنبنا شر الوباء وأن يبلغنا جميعاً شهر رمضان شهر التسامح والرحمة والإنسانية والأمتين العربية والإسلامية والعالم بأسره والجميع في أحسن حال.
من جانبه أشاد د. محمد العسبلي المدير التنفيذي للجنة الإسلامية للهلال الدولي بجهود الأمانة العامة للأمانة العامة للمنظمة العربية وتحويلها إلى بيت خبرة في مجالات العمل الإنساني؛ وقال: أقدر وأعتز بهذه الجهود التي قام بها الخبراء تحت قيادة أمين عام المنظمة العربية د. صالح بن حمد التويجري؛ ولا شك أنها جهود سيكون لها أثراً مهماً في العمل الإنساني في الجمعيات الوطنية والتي أدعوها والمنظمات العاملة في المجال الإنساني إلى أن يكون لها تعاون وثيق مع هذه البيوت الخبيرة في مجالات القانون الدولي الإنساني والاستعداد للكوارث والمعلومات والدراسات والتوثيق والأبحاث؛ ولا شك أن المنظمة العربية هي بيوت خبرة في هذه المجالات التي تعد ركيزة أساسية للعمل الإنساني.
وأعرب د. ياسين المعموري رئيس الهلال الأحمر العراقي عن سعادته بأنشطة وانجازات مراكز وإدارات الأمانة العامة للمنظمة؛ وما تضمنه تقرير الأمين العام من أنشطة وزيارات ميدانية للجمعيات الوطنية؛ وقال: نحن نسير نحو الأمام في مجال انجاز كثير من الواجبات المناطة بالمنظمة العربية؛ وأهمها بناء قدرات الجمعيات الوطنية أو المساهمة في بنائها؛ ومن أجل أن تكون هذه الأمور على الأرض فعلاً نطلب من الأمانة العامة شروطاً أو معايير مرجعية لكثير من الأنشطة والفعاليات وإعداد منهاج موحد لتنفيذ هذه الأنشطة خلال مركز التدريب الذي سبق أن طالبنا بإنشائه في الأمانة العامة للمنظمة.